فبراير على خطى الثورة اليمنية

2022/02/11 الساعة 12:42 صباحاً

 


أحمد عبدالملك المقرمي
ثمة أحداث لا ينساها الناس، و لا يغفلها التاريخ، فما بالك بثورة سلمية شعبية، سالت بحشودها المحافظات، و عجّت بها المدن، و امتلأت بها الساحات و الميادين.

 إنها ثورة 11 فبراير..!!

لم تكن ثورة 11 فبراير ومضة عابرة، و لا كانت ثورة في زاوية قصية، و إنما كانت ثورة في كل بيت، و قد سجلها التاريخ كحدث غير مسبوق ؛ حشدا، و سلمية، وامتدادا بامتداد تراب الوطن.

 مخطئ ، و مخطئ جدا من يحاول أن يستر ضياء الشمس بغربال، أو من يحاول نسف جبل شامخ باذخ بقرني وعل :

      كناطح  صخرة  يوما ليوهِنَها

      فلم يضرْها و أوهَى قرنه الوعل

حاولت الإمامة المتوكلية يوما أن تطمس ضياء ثورة 26سبتمبر، ففشلت، و اندحرت الملكية المتوكلية مع من حشدتهم من الخبراء المرتزقة من دول غربية، و من إيران ؛ نعم خبراء من إيران كانوا يعملون جنبا إلى جنب مع مرتزقة أوروبا و الغرب؛ حيث تجد إيران نفسها دائما - كنخب حاكمة - في حضن الغرب.

 فهل غيرت النخب الحاكمة في إيران من خسة سياستها؟ كلا، لم تتغير ؛ و إن تغير التاج إلى عمامة، أو الأكاسرة إلى ملالي.

  11 فبراير فجرٌ أضاء مجددا للثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر، و من يجب طمسه و سحقه، هو يوم 21 سبتمبر أيلول الأسود، تلك النكبة المركبة، التي تضافر معها الانتقام الأعمى، و المخطط المشبوه، و النفَس الاستعماري المُدْمِن في التربص بالشعوب، المعادي دائما للثورات.

لا يجب - أبدا - لآحاد الناس؛ فضلا عن مجاميع أن يقلّب كفيه أمام يوم 11 فبراير، بل يجب علينا جميعا كشعب يمني جمهوري أن نقف طويلا أمام يوم 21 سبتمبر أيلول، ذلك اليوم الأسود الذي أوقف كل مكاسب الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر و فبراير .

 نعم، علينا أن نقف بمسؤولية أمام نكبة يوم 21 أيلول سبتمبر 2014 المشؤوم، و أن نستنهض عنفوان أبناء سبتمبر و أكتوبر و فبراير لإسقاط تلك النكبة التي نكبت اليمن و اليمنيين.

 قبيح أيًما قبح أن يتلمس امرؤ خطّ رجعة عن مسار الثورة اليمنية لأي وهم يراود هذا المرء، أو تفكير يجول في خاطره، و أقبح من هذا أن نجد - لا قدر الله  - شخصا يتبوّأ موقعا رسميا ثم يتحاشى أن يُظهِر بهجة أو فرحة بأي من ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر و فبراير..!!

 مجددا - للذكرى،  و الذكرى تنفع المؤمنين  - يجب ألا ننسى أن 21 أيلول الأسود ؛ هو التاريخ الذي يجب إزالته، و إزالة آثاره المدمرة.

 و من السخف و الانهزام أن نتعسف في البحث عن خصم، و نحوّل وجوهنا عن العدو الخصم الواضح، و من السخف الأكبر أن ندير ظهورنا للقاتل المجرم؛ لنصرف الأنظار عن القاتل الحقيقي.

مثل هذا التفكير الأحمق؛ بل التفكير العاجز يخدم الحوثي مجانا، و يغيّب الحقيقة، و يسهم في تزوير التاريخ.

 إن عدونا اليوم هو عدو الشعب اليمني؛ و لا عدو للشعب اليمني إلا المشروع الكهنوتي الحوثي المدعوم من إيران.

 و من يحاول حرف البوصلة، فإنما يخادع نفسه، و يهدم حاضره و مستقبله