*منصور بلعيدي*
تبتلي الاوطان بمصائب وكوارث متنوعة.. لكن بلاؤها الأعظم حين يحكمها الخونة.. فذلك يعد وبالاً على الوطن واهله..
ولك ان تتخيل كيف يعيش الوطنيون الاحرار تحت قيادة من خانوا الوطن وعملوا على المتاجرة بمقدراته والسعي للوقيعة بشرفائه.!!
وبقدرة قادر يصبح أولئك الخونة المارقين قادة يديرون الوطن رغم انف الوطنيون الاحرار وذلك لاشك من قهر الرجال الذي تعوذ منه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وتحضرني في هدا المقام حكاية ذات دلالة واضحة على كيف يصل الخونة الانذال الي مراكز القرار في بلدانهم التي خانوها في ايام الشدة وغدروا بشرفائها حتئ اذا ما انتهت المحنة وعاد الاستقرار الئ الوطن وجد الناس ان من خانوا الوطن في الشدة اصبحوا قادته في الرخاء .. كيف تم ذلك؟!
هذا ماتوضحة هذه الحكاية:
{ قال: "ايام دراستي في الجامعة ..
سكنت عند رجل يعمل بسكة حديد صربيا ...
كان سكيرا وقليلا ماوجدته بوعيه ..
يشرب بنهم كمن يحاول الانتحار ..
سألته يوما عن سبب اكتئابه وهربه الى الشراب ..
فقال:
- أيام الحرب كان بيننا جندي خانن ..
وتعاون مع الألمان ووشى باسمي وبأسماء عديدة منا ..
وأصبحت انا والكثير مطلوبين للألمان ويطاردنا جنودهم ..
فتواريت عن الانظار والتحقت بالبارتيزان ( المقاومه الشيوعيه ) ..
وعانيت طويلا حتى انتهت الحرب ..
وحاولت عبثا العثور على ذاك الخائن ..
استقرت البلاد وعدت لعملي في سكة الحديد
انطلقت لعملي مبتهجا صباح اليوم الاول ..
وطرقت باب المدير للتعارف والسلام..
فصعقت بأنه ذلك الجندي الخائن ..
الذي التحق بالتشيتنيك( الكتائب الملكيه ).
وهكذا أصبح مديري بعد الانتصار ..وأصبحت مضطر أن أحييه يوميا وأبتلع غصتي كل العمر .
لا أدري ياولدي كيف يتمكن الخونة من التحايل والتأثير على القيادات في خط المقاومة ليتوجونهم ابطالاً يتلقون التكريم والاوسمة والمناصب..
والأبطال الحقيقيين إما تحت التراب او على الهامش ..لايجدون سوى الشراب ليهربوا من واقعهم المحبط ...
إحكي قصتي ياولدي ..
وستجد مثلها الكثير من قصص الحروب في الاوطان المنكوبة ببعض ابنائها...."}
حقاً وكأنه يتحدث عن واقعنا اليوم.!!