بعد سبعة أعوام من عاصفة الحزم ماذا تحقق لليمن ؟

2022/03/09 الساعة 10:37 مساءً

 

عادل الشجاع 

حشدت المملكة العربية السعودية أكثر من ستة عشرة دولة واستصدرت الأمر من مجلس الأمن الدولي تحت غطاء إنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية وكانت عاصفة الحزم في يوم ٢٦ مارس ٢٠١٥، التي استهدفت كل مقومات الجيش اليمني وقواعده على الأرض عن طريق الضربات الجوية التي ساهمت فيها معظم الطائرات وتم تدمير الطيران والدفاعات اليمنية وتركت سماء اليمن بلا دفاع تمرح بها طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة ، إضافة إلى الحصار البري والبحري .

جاءت عاصفة الحزم في أعقاب انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة اليمنية في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، وقد أدت تلك العملية إلى تدمير القدرات العسكرية لليمن ومكنت مليشيا الحوثي من عناصر القوة ، إضافة إلى أنها أحدثت تغيرات ديمغرافية في الخارطة اليمنية وكان من نتائج تلك العملية حصار اليمن الذي أدى إلى إضعاف شامل لليمن ، ترتب عليه حصار داخلي قطع الطرق الداخلية داخل المدن وبين المدن بعضها البعض .

تلك الحرب جاءت في ظل حوار حول الملف النووي الإيراني ، حيث رأت إدارة أوباما أن الاتفاق النووي مع إيران سيغضب حلفاؤهم السعوديين ، فرمت لهم الملف اليمني لمواجهة إيران في اليمن ، فكان من نتائج تلك الحرب أنها أضعفت الشرعية وأدت إلى صعود مليشيات متعدة ألقت بظلالها على المشهد السياسي اليمني وبروز صراع طائفي ومناطقي .

نحن اليوم على أبواب العام الثامن لهذه الحرب ، نجد أن عاصفة الحزم وما تبعها من مسميات قد تركت آثارا كارثية على المجتمع اليمني ، فقد ارتكبت أفضع جرائم الحرب بحق الشعب من قبل الحوثيين والتحالف على حد سواء وتعرض ملايين من اليمنيين للتجويع والمعاملة السيئة والإهانة واستهدفت البنية التحتية وعطلت مؤسسات الدولة مع سبق الإصرار والترصد .

ونتيجة لذلك ، نحن اليوم أمام أكثر من مليون يتيم ، ما يمثل أربعة بالمائة من أيتام العالم وأكثر من نصف مليون أرملة ومئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين ومرضى السرطان المنتشر بسبب استخدام الأسلحة الإشعاعية ، إضافة إلى انتشار المليشيات التي تؤكد أن المخطط يهدف إلى قتل أكبر عدد من اليمنيين تحت مسمى مواجهة العدوان من ناحية ومواجهة الانقلابيين من ناحية أخرى .

والسؤال الذي يطرح نفسه : إلى متى ستظل قيادات الشرعية صامتة أمام انحراف هذه الحرب عن أهدافها ، وإلى متى ستظل القيادات الحزبية تتمرغ بفتات المال وهي ترى بلادها قد تحولت إلى ساحة لصراع إقليمي ودولي ، وهل مازال هناك أمل بأن نجد هادي يغضب أو يعبر عن غضبه بعد سبع سنوات من الحرب التي أضحت نتائجها واضحة ، متمثلة بإعادة اليمن إلى مجاهل التاريخ وليس تحريرها من عصابة الحوثي الإرهابية ؟