عمر الحار .
يصعب الجزم بتمسك ادارة بايدن الديمقراطية باساليب سياستها الناعمة مع دول العالم الثالث والعربي منها على وجه الخصوص . وحسم قضية تخليها عن توجهها الاستراتيجي الراسخ في سياستها الدولية المعروفة ،على الرغم من التحولات الجذرية التي شهدتها في ادارتها الجمهورية وجاء الافصاح عنها بوضوح على لسان الرئيس الامريكي ترامب واعلانه تخلي بلاده عن المثالية في سياستها الخارجية كنهج واطار حداثي لادارتيها في الحكم ملزمة الانقياد الصارم لها، وعدم الخروج على ثوابتها وادبياتها العامة،ومثلت كلمات ترامب الصاخبة حينها انقلاب حقيقي غير معلن في توجهاتها الدولية لم يفهم مقاصده الا ذوي الاختصاص ،والمهتمين بالشان الامريكي، ومثل انذارا مباشرا وصريحا لدول ،يتوجب عليها اخذه بعين الاعتبار ،والشروع في اعداد نفسها لتحمل حجم و تبعات هذه المتغيرات الكارثية في السياسة الامريكية الجديدة والتي تولت ادارة بايدن تنفيذها على صعيد الواقع من الاراضي الافغانية ولم تغب صورها الظلامية من ذاكرة شعوب المنطقة وتاريخها بعد . الامر الذي يتطلب من الزعامات والقيادات العربية الاستعداد للتعامل معها بما يناسبها من الاساليب الحافظة لماء وجوههم ان امكن .
ويمكن اسقاط هذا الطرح الافتراضي على نوعية التدولات الصحفية الامريكية والمنقولة في عدد من المواقع الاكترونية اليوم و الصادحة باخبار امتناع الرياض وابوظبي عن التواصل مع الادارة الامريكية،التي دأبت على مواصلة العمل بطرقها الاعلامية المغلوطة والمتبعة في صناعة الذات للشخصيات المعنية بها، والنفخ الاعلامي فيها، وفقا ومقتضيات تحقيق نرجسيتها ودعمها النفسي المفضي الى مرحلة القناعة بامتلاكها لمعنويات صفات الزعامة المبقية عليها كبارا في عيون الاخرين ،متجاهلة سبق احاطة وسائل الاعلام الامريكية ذاتها للشعوب ونخبها بحقيقة سياسة بلادها الفجة مع العرب ،وكشفت عن وقاحتها الجمهورية فوق الطاولة،وعن قبضة الموت الديمقراطية تحتها .
ولا خيار للحكام العرب الا التعامل مع امريكا بما ارادت منهم،وان تعمدت الادارة الديمقراطية بهذه التدولات التقليدية الابقاء على الاعتبارات الاعلامية لهم، و مارست بحقهم ابشع سياسات الابتزاز المقنع لمقدراتهم المالية وثرواتهم الطبيعية ،نتيجة لهياجها الصامت من المستجدات التي فرضتها الحرب الروسية على اوكرانيا،وخوفها من اضرارها المباشرة بالمصالح الاقتصادية لعديد من الدول الغربية وفي المقدمة منها امريكا العظمى .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=428434742413775&id=100057417573632