أجمع اليمنيون على صواب الدعوة الموجهة من مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية وإحلال السلام وطي صفحة الحرب التي قتلت وجرحت مئات الآلاف من اليمنيين ودمرت ما بنوه خلال الستين سنة الماضية وأعادت بهم إلى العصور الوسطى ، لكن بعض التسريبات بدأت تشكك بنوايا المملكة العربية السعودية والإمارات تحديدا وأنهما لا تسعيان إلى إيجاد حلول ، بل تفكيك الشرعية وتثبيت شرعية المتقاتلين على الأرض.
هذه التسريبات تؤكدها المعلومات الخاصة بتوقيع رئيس الحكومة معين عبد الملك على عقد يسلم ميناء عدن للإمارات التي جندت معين عبد الملك منذ فترة بعيدة ودفعت به إلى منصب رئيس الحكومة لكي يحقق للإماراتيين مصالحهم في اليمن ، وقد سبق لمعين أن زار أبو ظبي قبل أيام في زيارة كانت بعيدة عن أعين الإعلام ودون أجندة معلومة وقد تم مناقشة بناء حزب سياسي جديد تحت قيادة معين حتى يكون له حضورا سياسيا ، يتجاوز الأحزاب الموجودة داخل الشرعية.
هذه الزيارة فرضت الكثير من التساؤلات حينها حول المهمة الجديدة لمعين الذي أصبح يلعب دور الوكيل لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ، وما رشح حتى الآن وأصبح ظاهرا هو بيع موانئ اليمن بدراهم معدودة ، لكي تظل موانئ دبي هي العاملة فقط وتعطيل الموانئ اليمنية ، وحكومة معين لم تتوقف عند بيع الموانئ فحسب ، بل لم تطرح الموازنة العامة حتى الآن ، إضافة إلى المعلومات التي تؤكد أن الإماراتيين يسرقون الذهب ويعطلون المطارات التي حولوها إلى قواعد عسكرية وحاليا يريدون تصدير الغاز إلى أوروبا من ميناء بلحاف ، تعويضا عن الغاز الروسي.
والسؤال للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ، هل بالفعل أنتم جادون في إيجاد حلول للأزمة اليمنية ، أم أن المسألة مجرد غسل أيدي السعودية والإمارات من مسؤليتهما في تبعات الحرب ومساعدتهما في تفكيك الشرعية وإيجاد شرعيات متعددة يتوزع دم اليمنيين بينها؟.
والسؤال الآخر لمجلس النواب ، لماذا هذا الصمت حيال ما يقوم به رئيس الحكومة من تجاوزات وممارسات للفساد وعدم مطالبة حكومته بتقديم الميزانية ، فرئيس الحكومة صفر جميع مدخرات البنك المركزي ولم تستطع جمع الضرائب ووجودها في عدن فقط لإعطاء مظلة للإنتقالي وشرعية ما يقوم به ، في حين عدن تعاني من غياب الكهرباء وباقي الخدمات الأخرى والفقر يضرب كل جنبات هذه المدينة التي كانت زهرة المدائن ذات يوم؟.
آخر الكلام، نقول للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إن الشعب اليمني لن يفرط بسيادة بلاده وأن الآخرين لن يكون لهم مطلق الحرية في أن يعرضوا سيادة البلاد للانتهاك وسيكون مع من يمد يده للمساعدة في الخروج من هذه الحرب التي يجب أن تتوقف سريعا وعلى الأشقاء أن يدركوا أن دعمهم للانفصال سيذهب أدراج الرياح لأن الغرب لن يكون مع أي انفصال وإلا سيناقض نفسه في رفض الانفصال في أوكرانيا ودعمه في اليمن.