حاول سفير المملكة العربية السعودية أن يغطي على نوايا بلاده تجاه اليمن مدعيا أن تلك اللوحة التي ظهرت كخلفية للتوقيع على ماتبقى من الوديعة والتي ظهر مكتوب عليها : تمديد وديعة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية العربية اليمنية زاعما أنها ليست اللوحة الحقيقية ولو لم تظهر صورة رئيس البنك المركزي اليمني لظننا أن هذه اللوحة من أيام المرحوم فهد بن عبدالعزيز ، أي قبل الوحدة اليمنية ، لكن استخدام الجمهورية العربية اليمنية لدى السعودين ليست المرة الأولى فقد تكررت كثيرا حتى في وسائل إعلامهم وذلك حقيقة ما يفكرون به.
لم يعد المواطن اليمني يصدق السعوديين ، لأنه بكل بساطة لو تحقق كل ما قالته السعودية على أقل تقدير منذ سبع سنوات فقط ، لكانت اليمن جنة الله في الأرض ولكنها للأسف دولة تقف اليوم على حدود جهنم ، تدفع اليمن فاتورة وهم يعيشه النظام السعودي معتقدا أن قوة اليمن تخصم من رصيده وأن ديمقراطية اليمن تهدد عرشه ، هذا مفهوم خاطئ يجعل النظام السعودي يلف حبل سقوطه حول عنقه ، أو كمن يطلق النار على قدميه.
يطلب النظام السعودي من حلفائه في اليمن بما يطلبه من رعاياه السعوديين ، ومثل هذه المطالب مناقضة للشخصية اليمنية ، بل تحدث شرخا خطيرا في العلاقات السياسية والاجتماعية بين السعودية واليمن وتجعل الآخرين يحقدون على النظام السعودي حتى لو كانوا حلفاءه ، يعود السبب في ذلك كما قلنا إلى طبيعة النظام السعودي الذي يتعامل مع حلفائه كرعايا سعوديين ، ومثل هذا السلوك هو الذي جعل آل جابر يتعامل مع أعلى سلطة في اليمن وكأنهم رعايا عنده.
ولست بحاجة للقول، إن السعودية تقاتل بكل ما أوتيت من قوة في سبيل تمزيق اليمن ، وقد وقفت في وجه دعاة الوحدة من اليمنيين بكل السبل ، من بين تلك السبل التصفيات الجسدية ، ولولا غفلة من التاريخ في التسعينات وانشغال المملكة بحرب الخليج الأولى لما استطاع اليمنيون سرقة تلك اللحظة ليعلنوا وحدتهم ، ومع ذلك استدركت المملكة انشغالها ودفعت لعلي سالم البيض اثنين مليار دولار لكي ينفصل.
السعودية تمارس الكذب على اليمنيين وتفرغ المصطلحات من معانيها ، فحينما أطلقت عملية " حرية اليمن السعيد " أرادت منها عبودية اليمن ، وحينما رفعت شعار توحيد الشرعية مزقتها وصنعت لها مليشيات وحينما رفعت شعار عودة الشرعية إلى صنعاء أخرجتها من عدن ولما قالت ستبني جيشا وطنيا بنت مع الإمارات أحزمة أمنية ونخب ومكاتب سياسية ، ولما قالت إن الشعب اليمني الكريم يستحق الحياة وأن يكون فى مصاف الدول الخليجية ألقت به إلى هاوية الفقر وأطاحت بعملته وأنتجت مزيدا من دعاة الطائفية والمناطقية.
ليس أمام النظام السعودي من مخرج ، سوى تسليم ملف اليمن إلى جمهورية مصر العربية وعليه أن يتنحى جانبا حتى يتخفف من الضغوط الأمريكية والبريطانية ، ولكي لا تخرج اليمن من الدائرة العرببة فتخرج معها السعودية نفسها ، لأن ما يجري في اليمن هو امتداد للثورة الخمينية التي لن تتوقف عند حد وأهدافها واضحة ومعلنة ، وقبل أن أختم أقول للنظام السعودي ، إن دعم المجلس الرئاسي ب١٧٤ مليون دولار هو إضعاف وإذلال له فالاستحقاقات التي تنتظر المجلس تساوي مليارات ، وتغييب الدولة في اليمن سيؤدي إلى تفكك الدولة في المملكة ، فهل فيكم من رجل رشيد يحفظ المملكة واليمن معا؟.