اليمن بين وعود ضمه إلى مجلس التعاون الخليجي واستبعاده من حضور القمة القادمة مع أمريكا

2022/06/16 الساعة 05:43 مساءً

 

لست أدري بماذا سيبرر الراكعون من اليمنيين بين أحضان السعودية والإمارات عدم توجيه الدعوة للمجلس الرئاسي لحضور القمة القادمة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي ، بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية والعراق والأردن والتي سيطرح فيها الرئيس الأمريكي الهدنة في اليمن وتحقيق السلام ؟ والسؤال:

كيف سيكون موقف أعضاء المجلس الرئاسي الذين يعمل بعضهم بإخلاص مع السعودية والإمارات ، حينما لا توجه إليهم الدعوة؟.

من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ، تتعامل مع اليمن كبلد تابع للسعودية وهذا ما أكده عضو لجنة العقوبات الدولية غريغوري جونسن ، بأنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة الأمريكية سياسة خاصة تجاه اليمن ، فهي تتصرف تجاه اليمن وفق سياستها تجاه السعودية ، بمعنى أن اليمن ملحق بالسعودية ، وقد لمسنا ذلك من خلال دول الرباعية التي ظلت تدير اجتماعاتها بدون اليمن وتتخذ قرارات بالنيابة عنها ، وكان البعض يبرر ذلك بضعف الرئيس هادي ، لكننا اليوم بماذا سنبررونحن أمام مجلس مكون من ثمانية زعماء؟.

على الأقل كان على السعودية أن تدعو اليمن إلى هذه القمة لترقيع سمعتها التي سقطت في الوحل ، فقد زعمت السعودية أنها خاضت الحرب في اليمن من أجل استعادة الشرعية وتخليص اليمنيين من ربقة انقلاب دموي ، وزعمت من خلال مسؤليها بأنها ترتب لقبول اليمن في مجلس التعاون الخليجي وأطلقت على تدميرها لليمن اسم عاصفة الأمل وحرية اليمن السعيد ، لكنها اليوم تعلن وبكل وضوح أنها جردت اليمن من عروبته ومن محيطه الخليجي وسلمته لإيران.

ولمن لا يعلم ، فإن السعودية تجري مفاوضات سرية مع عصابة الحوثي التي اعتبرتها ذات يوم حاضنة للإرهاب وأدارت تحت هذا العنوان استراتجية أعمال العنف والعبث بأمن اليمن ودمرت أركان الدولة وستحتفي غدا بهزيمة نفسها ، لأن من يدير الملف اليمني لا يعي السياسات الفاشلة التي يتبناها ولم يسأل نفسه ، بل لم يسأله أحد عن سبب هذه الهزائم المدوية ولا عن ثمن الخسائر البشرية والمادية والمعنوية؟.

واليوم وأمام هذه القمة تؤكد السعودية حقيقة نواياها وأهدافها العدوانية في تدمير الشرعية وتعزيز الانقلابات في صنعاء وعدن تحت مزاعم استعادة الشرعية وتخليص اليمنيين من ربقة التدخل الإيراني ، لكنها في حقيقة الأمر لم تكن سوى سلسلة من الأخطاء التي عززت من قدرات الحوثيين وساعدت على تدمير أقدم بنك حضاري عرفته البشرية منذ نشأتها ودمرت التعددية السياسية وضربت النسيج الاجتماعي الذي كان متراصا منذ مئات السنين.

ولست بحاجة للقول ، بأن تدخل السعودية في اليمن كان له فوائد كثيرة ، فقد عرفنا كذب القوميين والأمميين في اليمن وأنهم مجرد قرويين ليس إلا وعرفنا أن جميع قيادات الأحزاب السياسية في اليمن بدون استثناء مجرد حسابات بنكية متحركة مجردة من هويتها الوطنية وجعلتنا السعودية نرى أن للكلمات مرادفات وليس أضدادا ، فالشمالي في عدن محتل والمحتل الإماراتي في عدن محرر ، وكنا نظن أن القانون الدولي بمنأى عن العبث فوجدنا أن الأمم المتحدة هي أول من عبث بنا ، وكنا نعتقد أن لدينا حراسا للجمهورية فوجدنا أن لدينا شركات أمنية تديرها الإمارات والسعودية.

هذه هي السعودية التي جاءت لدعم الشرعية ، لكنها لم يكن في أبجديتها أي شيء إيجابي لليمن وشعبه وشرعيته ، بل كان العكس ، حيث زرعت الفوضى والفساد وزرعت نظام المليشيات بعيدا عن نظام الدولة وما كانت لتستطيع فعل ذلك لولا أصحاب البنادق المستأجرة من اليمنيين الذين يقدمون أنفسهم لليمنيين بأنهم زعماء وهم ليسوا أكثر من رؤساء لشركات خدمات أمنية في خدمة الإمارات والسعودية.

فهل سيكون للمجلس الرئاسي كلمة أمام هذا التغييب ، أم أنه سيظل يتلذذ دور التابع وسيكتفي بحضور السفير السعودي نيابة عنه؟.