الابتعاد عن المصالح لتحقيق الأهداف

2022/08/14 الساعة 06:55 مساءً

 

لاحظنا خلال عصور وعقود مضت كيف تحققت الأهداف وبنيت الدول التي قامت بها الثورات الوطنية والتي كان كل أطيافها يحملون هم واحد ولهم هدف ومصلحة واحدة وإن وُجد الإختلاف فلن يكون أكثر من عشرة بالمائة من الإجمالي وهذا الإختلاف سيذوب في التوافق بالهدف والمصلحة العامة للشعوب وهذا ما حدث بالفعل بالدول الغربية.

ولكننا ببلداننا العربية وبعض الدول الإسلامية يؤسفنا بأن الأمر كان بالعكس عن ما حدث بالغرب وقياداتنا منذ القدم وحتى يومنا هذا لم تتغير في تفكيرها وكأنها جينات متوارثة فالإتفاق هو عشرة بالمائة فيذوب في الإختلاف ولا تستطيع دولنا وحكوماتنا أن تقف مثل أصغر وأضعف دولة بأوروبا رغم إمتلاكنا لكافة مقومات الحياة من جمال الطبيعة والثروات بكافة أنواعها والعقول المبدعة في الإبتكار والتي للأسف تهاجر لدول الغرب وتصنع وتعمر.

وكما تابعنا التاريخ العربي منذ الثمانون عاماً الماضية فإنهم يحتاجون لقائد "دكتاتور" قوي الشخصية لايرحم ويعمل للوطن بعيداً عن المحسوبية والمناطقية ويضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وكل مخالف للقانون يعاقبه بأشد العقاب لكي يكون رادع للجميع دون تمييز.

وما نراه اليوم على ساحة الوطن لايقبله جاهل فما بالنا بالعاقل فقد أصبح مجلس القيادة الرئاسي لايعرف مهامة واختصاصاته بسبب التحاصص بالقيادة والحكومة فهل يعقل أن يتدخل رئيس المجلس الرئاسي وأعضاءه باختصاصات وزير الدفاع ووزير الداخلية ويعلن هو عن التعيينات كان الأفضل أن يتفقوا بالغرف المغلقة وكل وزير يعلن عن تعييناته لتبقى هيبة القيادة موجودة.

على مجلس القيادة الرئاسي أن يحدد خطواته بوضوح ليس للشعب بل فيما بينهم أو أن يتم منح كل عضو إقليم يديره بطريقته لمدة سنة مع تنظيم عملية الموارد والتي لاتتم إلا بموافقة رئيس المجلس فقط بحيث تكون العدالة بالميزانيات بين كافة الأقاليم فهل سيستطيع المجلس أن يتفق لأجل الوطن والمواطن أم مصالحهم هي التي ستذوب فيها مصلحة الوطن ويستمر الإختلاف وتضيع الأهداف ويصعب تحقيقها.