عندما تتحدث الأحداث وتؤكدها الشواهد التاريخية هنا يسكت الجميع ويبقى الواقع هو الذي علينا ترتيبه لنتمكن من بناء مستقبلنا فلقد ولدت الوحدة اليمنية من خلال لقاءات واجتماعات ومتابعات ولجان على مر سنين عدة وتفكك الإتحاد السوفيتي القوة العظمى الأولى في مواجهة الأمريكان والغرب إلى دويلات في ليلة وضحاها ودون أي مقدمات واستقطبت أوروبا العجوز أغلب هذه الدول المفككة منه رغم أنها دول إشتراكية إلا أن أوروبا أعادت ترتيبها لتصبح رأسمالية.
ورغم هذا الإنهيار المفاجئ إلا أن روسيا الكبرى هي من بقت بمساحتها الكبيرة وأعلنت أنها الوريث الشرعي والوحيد للإتحاد السوفيتي بكل ماله وما عليه من إلتزامات وكانت مغامرة كبيرة لأن إقتصادها كان ضعيف جداً وديونها كبيرة ومواطنيها يبحثون عن لقمة العيش ومرت ثمان سنوات من حكم يلتسين لروسيا الجديدة وفي نهاية عام 1999 تم إختيار بوتين لتولي رئاسة الوزراء الأمر الذي لم يمر عليه ثلاثة أشهر ليتقلد بوتين مقاليد الحكم ويصبح الآمر الناهي في روسيا إبتداءً من الألفية الجديدة عام 2000 وهو يرى بأنه لابد من إعادة القوة الروسية بتحسين دخل المواطن وتقوية الإقتصاد الوطني الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي لأي دولة ولن تستطيع أي دولة من مواجهة خصومها إذا كان إقتصادها ضعيف.
وفعلاً قام فلاديمير بوتين بالإهتمام بالإنسان والتعليم وتحديث البنى التحتية وتطوير البحث العلمي واستكشاف الأراضي الشاسعة التي تقع بها أراضي روسيا المتبقية من الإتحاد السوفيتي لنرى وبكل وضوح أنها عادت لتواجهه أمريكا والعجوزة أوروبا من خلال التحدي مع الذات في تطوير الترسانة العسكرية ورفع مستوى دخل المواطن وتوفير كافة الخدمات له ومد يده لمن ترغب بالتعاون معه من الدول دون شروط مسبقة فاستفاد منها وفادها من خلال العمل المشترك فيما بينها.
ولأن روسيا أصبحت أقوى من أيام يلتسين وكشرت عن أنيابها فبدأت ماما أمريكا وبناتها الأوروبيات بالتخطيط لإدخال روسيا في معركة تدمر إقتصادها من خلال البوابة الأوكرانية والتي استقلت عن الاتحاد السوفيتي في 24 أغسطس 1991 والتي إمتازت أراضيها بأنها مناطق زراعية المنتجة للقمح وزيت عباد الشمس وزيوت نباتية أخرى والألبان بمشتقاتها وكنز من المعادن المختلفة والتي تدخل بصناعات عدة في مجال الكهرباء أو السكك الحديدية ومواد البناء وكذلك بالطائرات والسفن والسيارات والمركبات الفضائية ومنتجاتها ذات جودة عالية ورخص سعرها فهي مطلوبة بالعالم الصناعي.
وعندما شعر الدب الروسي بأن هناك مؤامرة تحاك ضد بلده من بوابة أوكرانيا والتي تعتبر جزء من الإتحاد السوفيتي فقد حاول تنبيهها إلا أن القيادة الأوكرانية سارت بالخطوات الأمريؤوروبية التي تحاك لإسقاط الدب الروسي على ظهره إلا أن بوتين كان صاحي لهم واستبق مخططاتهم بإلحاق جزيرة القرم لخريطة روسيا في 2014 وعندما إستمروا في مماحكاتهم ضده أشعل المنطاد ليحلق فوق أوكرانيا من خلال رسائل عدة يرسلها لحكومتهم والتي يرئسها ممثل وليس مثل روسيا والتي يرئسها رجل مخابرات سياسي وكذلك لاعب كراتيه والذي تختلف صفاته عن المخرج فلاعب الكراتية يعرف نقاط ضعف خصمه ولايعلن عن موعد تقدمه أو تأخره فهو فقط يباغت وهنا فعلاً أعلن بوتين عن ساعة الصفر وبدأ بالهجوم على الأراضي الأوكرانية في فبراير الماضي والتي كانت من نتائجها الإعلان في نهاية سبتمبر الماضي عن ضم أربع مقاطعات لروسيا بمساحة تصل عشرون بالمائة من مساحة أوكرانيا وهي التي بها أغلب الثروات الأوكرانية أضافة لجزيرة القرم.
ورغم ما تم تطبيقة من عقوبات مختلفة على روسيا وقياداتها من قبل الأمريكان والأوروبيين إلا أن السحر إنقلب على الساحر فالذي تأثر من كل ما خططت له أمريكا كان الشعب الأوروبي لاغير أما روسيا فقد إستفادت في تطوير كل إحتياجاتها وفتحت أبواب جديدة مع دول أخرى مثل الهند والصين ودول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية لتسويق منتجاتها وكذلك في الإستفادة منها.
وكما نلاحظ الدب الروسي يسير بكل رشاقة وأناقة وسيفرض نفسه بالإقتصاد العالمي الجديد الذي سيتشكل مع عدة دول رغم أن الجميع يحاول أن يقلل من قوة روسيا عسكرياً إلا أن الواضح سياسة النار الهادئة هي التي يستخدمها بوتين لنضوج طبخته.
فهذا بوتين فأين رشاد العليمي منه رغم مرور أكثر من ستة أشهر منذ تعيينه كرئيس لليمن ولديه كافة أوجه الدعم السياسي من دول الرباعية وكذلك الرعاية الكاملة من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وهو سياسي محنك ورجل دولة تدرج بعدة مناصب ونحن نتمنى منه أن يعمل على تغيير كافة السفراء والملحقين بالملحقيات من عسكرية وصحية وثقافية وغيرها من مسميات وإعادة النظر بمسمى ملحق بمختلف فئاتها والتي ظهرت خلال السبع سنوات ماضية بما يخدم الوطن وليس هذا الملحق في بلد إغترابه هو وأسرته ولابد من تقليص عدد السفارات والتي كما نسمع ونقرأ كل يوم ما يعانيه مواطنينا بمختلف دول العالم ليس بسبب أنظمة الدول ولكن بسبب ضعف سفاراتنا وقلة حيلتهم ومعرفتهم التامة أن الوضع السياسي الذي يعيشه وطننا هو بيئة صحية لبقائهم على الكراسي دون تغيير نتمنى من مجلس القيادة الرئاسي سرعة البت بتغيير كافة أعضاء سفاراتنا وتكون التعيينات الجديدة من أبناء الخارجية الذين تدرجوا بالعمل والإجتهاد بها فهل سنرى تحرك سلمي لصالح المواطن بالخارج ويكفي أنه بالداخل لاتوجد لديه أي خدمات ووسائل لراحته بمختلف مسمياتها فمتى نتعلم التخطيط للمستقبل مثل الدب الروسي الرشيق بوتن الذي لايسقط على ظهره.