دموع الحالمة.. من يوقفها؟

2022/11/09 الساعة 01:15 مساءً

 

تعز مدينة تقع على هضبة مرتفعة من الجبال تمنحها مناخ معتدل وطبيعة خلابة وتضاريس رائعة وتتوسط المحافظات الجنوبية والشمالية من الوطن وتعتبر هذه المدينة كنز بشري متنوع يُعد ثروة قومية لأن أبناء تعز الجميع يعملون بكافة الأعمال بمختلف مسمياتها ويبدعون بجميع المجالات ويتميزون بأروع المناسبات.

فسبحان الله الذي جعل الحالمة تعز كما يسمونها أن تقع بقلب الوطن لتكتسب العديد من العادات والتقاليد من العابرين منها وتعطيهم وتلقنهم من ثقافاتها لأن كلمة حالمة لم تطلق عليها إعتباطا ولكن لأنها تحلم بمستقبل مشرق وحياة سعيدة ولأنها لاتستعجل باتخاذ أي موقف إلا وقد درسته وتفحصته قبل الحديث عنه.

فنجد تعز ولاده لن نقول بالرجال فقط بل بالرجال والنساء فمنها المثقفون والكتاب والأدباء وعمداء الجامعات والمدرسين والأطباء والممرضين والقضاة والمحاميين وكذلك المهندسين والعمال بالأعمال العضلية بمختلف مجالاتها والتي تخدم المواطن بحياته اليومية وأيضاً الفنيين والمهنيين من سباكة وكهرباء وخياطين وطباخين وغيرها من الأعمال ولاننسى الفنانين سواء الممثلين أو المغنيين والشعراء والملحنين والإعلاميين والناشطين بمواقع التواصل الإجتماعي والأهم التجار وأصحاب البيوت التجارية العملاقة الذين تعدوا الحدود وكذلك القادة والسياسيين الذي لاتمر مرحلة إلا ورجال الحالمة يتصدرون المشهد منهم القادة العسكريين والجنود.

فتعز موروث إجتماعي متكامل له مكانة خاصة ولايمر يوم إلا ولنا معه قصة جديدة من إبداع وتميز وروعه ولكننا نلاحظ أن التكاتف الذي كان يسعدنا ويفرحنا من أبناء الحالمة قد قُطع شريطه وأصبح ليس له أي وصال فأصبحنا لا نسمع عن تعز إلا الأوجاع والآلام ولا تدخل العقل من مآسيها والتي لا يستطيع أحد معالجتها ورغم أن قادة السلطات جميعاً من أبنائها ولم يتمكنوا من مساعدتها بشيء فأصبحت مثل الناقة التي تدر حليبها لتسقي الزرع فلم تسقي أبنائها الذين ماتوا جوعاً ولم ينموا الزرع والناقة تضعف يوماً بعد يوم .

وهنا نتمنى من أبناء تعز بكافة مجالاتهم وخاصة رجال الأعمال والقادة السياسيين والعسكريين ولكل من لديه حُب وولاء لهذه المدينة أن يُظهر غيرته ويقف معها ويساند أبنائها من منظور الأرض قبل العرض ويمسحوا دموع الحالمة ويعيدوا لها إبتسامتها من خلال توحيد الجهود وتحديد الهدف وتأكيد الولاء والحب للوطن وتعز خاصة لتعود هذه الحالمة لمكانتها بالحقيقة وليس على أطلال الماضي وذكرياته الجميله ولنستمتع بما تنتجه لنا من روائع بشتى مناحي الحياة ويعودوا النازحين لبيوتهم ومناطقهم وقراهم وتسير عجلة الحياة بالحالمة تعز لأنه إذا إستقر القلب يستقر الجسم بالكامل.