ولمعرض الكتاب في مارب الفُ تحية

2022/12/23 الساعة 06:45 مساءً

 

انطلاق معرض الكتاب في مارب بنسخته الثانية أعاد للأذهان الحديث عن الطفرة التي حظيت بها هذه المحافظة خلال الفترة الأخيرة ، والتي لم تستثني مجالاً من المجالات ، ومن ذلك انعاش الحياة الثقافية بمثل هذه الفعاليات الجبارة التي تمثل علامات فارقة في حاضر هذه المحافظة التي تتكئ على ماضٍ ضاربٍ في الحضارة كان سد مارب العظيم أحد شواهده التي ما فتئت تذكر الأجيال بزمن جميل طوّع فيه الانسان اليمني خيرات ومميزات الطبيعة الزراعية ليقيم عليها حضارته ويؤسس دولته ، وينقش بخط المسند مؤرخاً للأحداث على الحجارة التي هزمت بصلابتها تقادم العصور وتجدد الأزمان.

مارب اليوم تجدد ما اندرس من احداث تلك الحضارة ليس بمعرض الكتاب فقط لكن بتشكيلة كاملة من الانجازات التي تشمل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية يتشارك في بلورتها اليمنيون من كل جهات الوطن ، ويضعون أيديهم بايدي بعض للسير في طريق البناء والتعمير للأرض والإنسان ، ولعمري فإن تعمير الإنسان هو ما نفتقده اليوم وما نلمسه في مارب الجديدة المتجددة.

أضحت مارب نموذجاً يحتذى في الإدارة الناجحة ، وفي التعايش بين مختلف اطياف الشعب ، وفي حضور الدولة بشكلٍ شاملٍ وكاملٍ تحت لافتة الوطن الكبير الذي لاتجد فيه أي مشاريع صغيرة مكاناً للتواجد والنمو  ، وتلك هي النتيجة الطبيعية حين يلتف الجميع حول المشروع الوطني بصيغته الكبرى التي لاترتبط بجهةٍ ولا بسلالةٍ ولا قبيلة ، بل الجميع فيه يجمعهم حبهم وإخلاصهم للوطن ، وعملهم وجهدهم لرقيه وتطوره ، وتلك هي كلمة السر التي جعلت مارب تبهرنا كل يوم بفعاليات ثقافية وسلسلة غير منتهية من الابداعات لن يكون أخرها بالتأكيد معرض الكتاب الثاني الذي ينعقد حالياً.

في مارب تحضر اليمن الكبير ليس بتنوع سكانها فقط ولكن بحملها هم استعادة ما تبقى من هذا الوطن المسلوب قسراً ، وتمسكها بالجمهورية كقيمة لا يمكن التفريط بها ، وأثمرت هذه القناعات نهضة في التعليم والثقافة والبناء والتعمير وتعزيز فكرة المواطنة المتساوية والدولة الخادمة التي تحمل على عاتقها توفير وتسهيل سبل العيش للمواطنين بعيداً عن أي اعتبارات تخص العرق او الانتماء السياسي أو الجغرافي.

تحية لمارب وهي تقيم معرض الكتاب الثاني وتقدم لليمنيين فرصة لمواكبة أحدث الإصدارات ومقاومة حالة العزلة التي تفرضها الحرب التي أشعلها الانقلابيون ، وتحية لكل الذين يبذلون جهوداً لتنشيط الحركة الثقافية وتجاوز حالة الركود التي تحاول إلقاء ظلالها على المشهد الثقافي اليمني ، والف شكر للهيئة العامة للكتاب بمحافظة مارب التي تشرفت بأقامة المعرض في نسخته الثانية.

دمتم سالمين