رشاد خميس الحمد
ستظل لغة الحوار هي المخرج الحقيقي من الازمات التي يعيشها الوطن وليس هناك عاقل ذو لب وفاهم ذو حكمة أن يمتنع عن قبول تلك اللغة الجملية ولكن ما أقبح أن تستخدم تلك اللفظة البريئة لأهداف خفية حتى تصبح فارغة من مضمونها الحقيقي وخالية من هدفها العظيم وتصبح ليس لها أي قيمة سياسية .
حقا لقد أصبحت كل الاوراق مكشوفة والنوايا المبيتة بينة وواضحة في ذلك الحوار الهش الذي دعى له المجلس الانتقالي بإملاء واضح من صانعية وذلك من أجل إظهار ذلك المجلس بصورة جميلة أمام العالم خوفا من تحجيمه من الشقيقة الكبرى بعد أن تم تجميع القوى الرافضة لسياسته وكذلك إرسال رسائل تطمين للمجتمع الدولي في أهم بقعة جغرافية مفادها أن هذا المكون المنفتح جدير بالثقة وقيادة المرحلة السياسية القادمة وأنه أستطاع أن يحاور معارضيه جنوبا ويتفق معهم عبر ذلك الحوار الشكلي .
لقد خابت طموحات الطامعين منذ الوهلة الأولى بعد أعلنت الكثير من القوى المناوئة لذلك المجلس رفضها لتلك الدعوات مطالب بحوار الند بند وعبر ضمانات وأسس سليمة ورؤية واضحة.
فأي قيمة لذلك الحوار العقيم وقد سرب إعلامهم مدفوع الثمن نتائجه المسبقة وأهدافه المبطنة التي صاغتها تلك العقليات السياسية التي لا تؤمن إلا بلون سياسي واحد و ترى القدسية له والمجد له وعلى الأخرين أن يتبعوه وهم صامتون.
إن غالبية المهرولون خصوصا من يرون أنفسهم منفتحين و مستجبين لتلك الدعوات سيدركون حتما مع مرور الزمن أنه تم استخدامهم لتمرير أجندة معينة ومؤكد أنه لن يسمع لهم صوت ولن ينصت لهم لأي حديث إلا من باب المجاملة السياسية فكيف يرجئ إستعادة الحقوق من مكون لايملك من أمره شي ويحقق مصالح صانعيه.
والحقيقة الراسخة أنه لن ينجح اي حوار ولن تتحقق اي نتائج ولا قيمة للحديث عن شكل الدولة المزعومة مدام أن هناك صانع خفي يدبر الاحداث ويرنو من أجل تحقيق مصالحه.
لذلك فمتى ما حضرت الروح الوطنية وصدقت النوايا وهيئة الارضية وأدرك صاحب الدعوة أنه مكون وليس وصي على الشعب الجنوبي بأكلمه وبادر بإصلاح ما أفسده طيلة السنوات الماضية وتخلص من التبعية المفرطة حينها سينجح الحوار وسوف تحقق النتائج وينتصر الوطن بدون ضجيج ولا صخب.