علي العمراني :
بيان الأحزاب في تعز في يونيو 2023 تجاه المواقف والمخاطر التي تهدد الدولة اليمنية؛ يذكر بمواقف تلك الأحزاب في سبتمبر 2014، عند اقتحام الحوثي صنعاء، وإبرام اتفاق السلم والشراكة معه بعد سيطرته الكاملة على مؤسسات الدولة جميعها!
تتذكرون الجمع الغفير والحفل الكبير والتوقيع في ساعة متأخرة من تلك الليلة المشؤومة، بعدما أحكم الحوثي السيطرة على صنعاء كاملةً!
وسبق ذلك مواقف محيرة لتلك الأحزاب، وممهدة لما حدث ويحدث بعد ذلك من تداعيات وخراب، أثناء مؤتمر الحوار الوطني، فقد ذهبت تلك الأحزاب بعيداً، في اتجاه تفتيت الدولة، وبدأ الترويج والتبرير للحوثيين والإنفصاليين في ذلك المؤتمر على نحو واسع ومتصاعد وخطير، وكان ذلك بداية الوهن والخراب والضياع، الذي تعيشه البلد وأهلها، الان ومنذ فترة.
وما دام والجميع مشارك، فالجمع لا يكون على ضلالة! ويمكن أن نستدرك ونقول ومن خلال التجربة : إلا في اليمن!
والحديث هنا قد لا يكون عن التآمر والخيانة، ولكنه قد يكون عن التساهل حيث يجب التشدد، وعن الطمع حتى في رشوة صغيرة مقابل اتخاذ مواقف خطيرة، والحرص حتى على فتات؛ وعن الغباء وما يشبهه، كما حدث عشية غزو صنعاء، وكما وصف جمال بن عمر. وهناك من تساءل عشية غزو صنعاء، عن التآمر والخيانة، وكان الرد : وهل هناك من يخون ويتآمر ضد نفسه؟! مع أن ذلك بدا وكأنه يحدث بالفعل، أي أن هناك من بدا وكأنه يخون ويتآمر ضد نفسه؛ وفي الحكاية تفاصيل لا يتسعها المجال هنا!
التقيت قيادياً كبيراً، كان يتساهل ويتماشى مع الحوثي، ويثق أنه سيكون الحليف الوثيق؛ وأطرق في الأرض، وقال : ما كنا نريد أن تصل الأمور إلى هذا الحد؛ قال ذلك، بعد ما وجد نفسه في المنفى الإجباري بسبب الحوثي، وكانت ثقته في الحوثي كبيرة!
الخلاصة :
يمكن أن تضيع البلد بتفريط بعض القادة، وبرضا أحزاب اليمن ، أو بصمتها، إن لم يكن بمباركتها العلنية ومشاركتها الفاعلة.
ومن غير شك فإن تلك الأحزاب تضم الكثير من العقلاء والأحرار، ويبدو أن المطلوب في ظرف كهذا وحال كهذا، التفكير والعمل خارج أطر الأحزاب، بعد كل ما حدث ويحدث.
وربنا يعين!