د . عبدالله الجعيدي
بغياب صحيفة الطليعة الأهلية القسري انتهى العصر الذهبي للصحافة الحضرمية المهنية، وأتى بعدها عصر الصحف الحكومية التي تصف نفسها بلسان حال (النظام)، وليس صوت الناس، وضمير المجتمع النابض،
ويتجلى ذلك في محتوى العدد الثاني من صحيفة الشرارة الحكومية لسان حال تنظيم الجبهة القومية المحافظة الخامسة مؤرخ 22يناير 1968م الذي حفل بالمانشستات الآتية: (تشكيل المجلس الشعبي الأعلى للمحافظة الخامسة) (مسيرات شعبية وتشكيل لجنة الدفاع عن الشمال) وفي عمود (رأي الشرارة) جاء فيه " لقد كان النظام الاستعماري هو نتيجة طبيعية للنظام الرأسمالي القائم على استغلال الإنسان.."
ومن العنوانات : ( تأثير ثورة الجنوب على تيار الثورة في ظفار) وفي الصفحة السابعة تحت عنوان عام (الجيل الجديد) عنوان (البيان الهام من الاتحاد حول تغيير اسمه(من اتحاد الطلبة الحضارم ) إلى الاتحاد الوطني لطلبة اليمن (المحافظة الخامسة) ومن العناوين ( لماذا لم تعترف السعودية بجمهوريتنا ) ومن عنوانات الصفحة الثانية (في طريق الكادحين) ( أسلوب النضال في الثورة الاجتماعية) وفي عمود الصفحة الأخيرة عنوان (وصية جيفارا)
وفي ملحق مستقل خاص للسيد عبدالفتاح إسماعيل وزير الارشاد القومي والإعلام وشؤون الوحدة اليمنية يوجد أعلى الصفحة صورته، وبجانبها مربع صغير كتب داخله (متى يجند الاعلام للمعركة؟) ثم في الملحق نفسه عناوين منها: ( يا جماهير اليمن اتحدي واسحقي قوى الاستغلال والتخلف ( (اصنعوا أكثر من فيتنام أخرى) لا مهادنة مع الرجعية العربية، والامبريالية العالمية (ثورتنا ثورة اشتراكية متصلة)
وتعكس هذا العناوين طبيعة المرحلة الثورية الجامحة، ودخول الجمهورية الجنوبية، وعمرها أقل من شهرين في عداء قوي مع جوارها العربي العماني، والسعودي ،والرجعية العربية، والإمبريالية العالمية،
والمفارقة في خطاب وزير الإرشاد القومي والإعلام - الذي تقدم على اسمه لقب ( السيد) قبل ان يطغى لقب( الرفيق) - انه تضمن مفردات غير رشيدة : (اسحقوا ، لا مهادنة، اصنعوا اكثر من فيتنام. الخ ،،، قد يقول ممن هم ( رجال) تلك المرحلة إن المفردات تتسق مع عصرها الثوري القومي،، أما الجيل الجديد سيقول: يا لها من مفردات موغلة في التطرف، ويا لها من حماقات جنت على شعب صبور ، كان يحلم بوطن كريم، ولو بأقل المواصفات،،
