خلق الله تعالى الكون بدقة متناهية ليسخره للإنسان ليكون تكريماً له وليستخدمه في مصلحته انتفاعاً واستمتاعاً واعتباراً ليستعين به على تحقيق العبودية لله تعالى والتي لأجلها خلقه الله تعالى حيث قال تعالى بكتابة العزيز في وصف الكون (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر ليست عليهم بمسيطر) سورة الغاشية (17-22)
ومن خلال هذه الآيات فإن على الإنسان أن يركز على كيفية خلق وتكوين هذا الكون وما نقرأه بالقرآن الكريم من كلمات لها معاني تؤكد على ضرورة التركيز والتمعن بهذا الخلق ففي مواضع كثيرة بالقرآن الكريم نجد عدة كلمات (أفلا تعقلون - أفلا تتدبرون - أفلا تنظرون) فقد أمرنا الله بالتفكير والتدبير والنظر إلى خلقه وإبداعه في الكون ليعلم الإنسان عظمة الخالق وقدرته
وتجد كذلك العديد من الكلمات التي تكمل بعضها ولا تقبل أن تكون واحدة فقط دون وجود عكسها وذلك لتستمر الحياة وهي أساساً من خلق الله تعالى فمثلاً لا يمكن أن نذكر النهار فقط ولانجد الليل وكذلك السماء ولانجد الأرض ولا اليابسة ولانجد البحر ولاالمطر ولانجد الزرع ولا الذكر ولانجد الأنثى ولاالشمس ولانجد القمر والعديد من الكلمات التي تعتبر تكملة لبعضها لِتُكَوّن لنا دورة الحياة والتي تتطلب أن يكون هناك شيء ما وعكسه لتتحقق الصورة الجميلة في خلق الله تعالى لهذا الكون ولا ننسى المسلم والكافر والخير والشر والحلال والحرام والدنيا والآخرة
فهذا هو خلق الله تعالى وكل تفاصيله بكتابة العزيز القرآن الكريم الذي هو محفوظ حتى قيام الساعة فهل هناك أحد يستطيع أن يطعن بقدرة الله تعالى مهما كان تفكيره لأن الأبحاث والدراسات العلمية أكدت الوقائع المخبرية والبحثية بدقة خلق لهذا الكون الذي نعيش به وقال تعالى (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) سورة الرحمن (33)
وهذا تأكيد بأن الله تعالى أعطى الإنسان الصلاحية بأن يبحث ويعمل ليستكشف هذا الكون الذي سخره له ولكنه حذر الإنسان من التمادى ويفسق أو يكفر بقدرته تعالى لأن الجميع في قبضة الله تعالى وتحت سلطانه ولن يستطيعوا الهروب حيث أكد الله تعالى بما معناه "حيثما توجهتم كنتم في ملكي وسلطاني" إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموا ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببيِّنه من الله عز وجل
وهنا يتأكد لنا بأن العلماء لا يعلنون عن أي منتج أو معلومة إلا بعد أن يتم عمل التجارب عليها وتستمر دراستها والبحث عنها ومن ثم العمل على إظهارها ومن ثم تجربتها سنين طويلة حتى تكون في متناول الجميع ووفق تعليمات وشروط معينة حتى يتمكن الإنسان من الإستفادة منها.
رغم وجود بعض هذه المنتجات والتي عمل عليها العديد من التجارب التي استمرت لسنوات طويلة إلا إنها لا تخدم البشرية بشكل كامل بقدر ماهي تخدم جزء معين من سكان الأرض بسبب عدم ملائمتها ومطابقتها للجزء الآخر منهم الأمر الذي لايعني أنه لم يتم دراستها وعمل البحوث والتجارب.
إلا أننا في السنوات القليلة الماضية ظهرت لنا حالة لم يتم دراستها أو البحث عنها حتى لم يتم عمل تجارب عليها حتى بين الحيوانات والهدف منه ليس خدمة البشرية بل هو تدميرها فجميعنا نسمع عن فئران التجارب أو عينات لحالات مرضية من البشر وذلك حتى يصل العلماء والباحثين إلى نتائج أيجابية تخدم الأغلبية من سكان الأرض.
وهذه الحالة التي نتحدث عنها لم تدخل بمعامل التجارب أو تسجيل عينات لحالات من البشر لأن من هم يخدمون البشرية لم يتقبلوها ولا يفكرون بها لأنها عكس حكمة الله تعالى عند خلقة للكون فقد خلق الإنسان من جنسين حتى تستمر حياته جيل بعد جيل وهو الذي إذا قال كُن فسيكون إلا أنه يوفر الأسباب ومن ثم جميعنا مؤمنين بقدرته والذي كان باستطاعته أن يجعل البشرية جنس واحد فقط لكن هل ممكن ان تستمر الحياة لا لن تستمر إلا بأن تكون قدرته متفردة بذلك.
وهنا يتأكد لنا بأن التجارب اللتي يقوم بها العلماء هي التي تؤكد رؤيتهم لنجاح الفكرة والدراسة من عدمه أما أي فكرة تطرح من دون دراسة وتجارب لن تنجح.
لكن سؤالي هو لماذا لم يتم وضع الفئران والحيوانات ذات الجنس الواحد في مكان واحد لفترة زمنية محددة وتجرى عليها الدراسات والبحوث لمعرفة نجاح الفكرة من عدمة فهل تتوقعون أن الذكور سيستطيعون من العيش فترة زمنية مع بعضهم البعض وكذلك الأمر للإناث بالطبع النتيجة ستكون لا لن يستطيعوا لأن الفطرة التي خلق بها الله تعالى النفس ترتبط عفوياً بالعيش المشترك للجنسين لتكوين أسرة فصعب العيش بجنس واحد.
وهذا ما نراه اليوم بالعالم المسمي نفسه متقدم ومتطور يريد قتل الفطرة البشرية عن طريق زرع ثقافة الجنس الواحد لدى الأطفال ونشرها عبر منصات التواصل الإجتماعي ليتم قبولها بالمجتمع دون عمل التجارب الفعلية عليها ومع ذلك قامت العديد من الدول الأوروبية وكندا وأمريكا وكندا في دعم هؤلاء الشواذ والتسويق لهم ليكون مع مرور الوقت أمر عادي يتم قبوله.
لكنهم لم يفهموا أن الفطرة البشرية لن تقبل هذا الأمر الذي لن يخدم الكون بقدر ما سيؤدي إلى انتهاؤه عن طريق الأمراض التي ستنتشر بسبب حياة الشواذ وكذلك عن طريق عدم وجود المواليد الجدد.
فهل يمكننا أن نقف في وجه الأعمال التي تنافي القيم البشرية والمبادئ التي خلق الله بها الكون.