اليمن وضرب أيزنهاور

2024/06/09 الساعة 04:38 مساءً

  

حسين باراس :

خلال الاسبوع الماضي وقعت حادثة او عملية عسكرية مهمة ومحورية في البحر الاحمر ورغم أهميتها الا انها لم تلقى القدر الكافي من النقاش والاهتمام بل ممكن نقول انه تم تجاهلها من قبل وسائل اعلام امريكية  وعربية بالرغم التركيز الصيني والروسي  على العملية والتي هي قصف حاملة الطائرات يو إس إس دوايت أيزنهاور (CVN-69)والتي اعلنت جماعة الحو/ثي في صنعاء المسؤولية عنها .

تكمن خطورة هذه العلمية في انها اول هجوم من نوعه  تتعرض لها القوات الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية حيث لم يسبق ان تعرضت حاملة طيران بهذا الحجم لهجوم مماثل.

اضافة الى ان  هذا يعتبر مؤشر على القدرات الصاروخية  التي اصبحت الجماعة تمتلكها وهذا يعني انهم اصبحوا قوه عسكرية مهمة في المنطقة.

عند النظر الى موقف الولايات المتحدة وحلفائها  في المنطقة سنجد ان العملية العسكرية قوبلت بإنكار امريكي وتعتيم اعلامي غربي ، وتركيز صيني على ما حدث حيث قامت الاقمار الصينية ببث صور لحاملة الطيران واثار الضربة واضحة عليها .

الموقف الامريكي على ما يبدو محاولة لتجنب الحرج او وردة فعل او ربما اعفائهم من عملية عسكرية شاملة في اليمن  المستفيد منها الاول روسيا و الصين الذين لم يخفوا سعادتهم بما حدث وظهر ذلك جليا بالتركيز على العملية بشكل لا يمكن اغفاله اضافة الى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي هدد قبل ايام بانه سيقوم بدعم اطراف ثالثة تهدد مصالح الغرب كردة فعل على الدعم الغربي لأوكرانيا.

القدرة الصاروخية الكبيرة للحو/ثين مؤشر يؤكد المخاوف التى أطلقها  تصريحات بوتين ويشير الى دخول قوى دولية على الخط.

كل ما حدث ويحدث خلال الفترة الماضية حد من  خيارات التحالف الدولي وحصرها في خيارين عملية عسكرية شاملة في اليمن او سلام مر، كلاهما خيارات قاسية ،عملية عسكرية شاملة في اليمن تسقط الحوثين امر ليس بالسهل في ضل تربص روسي يريد اشغال الولايات المتحدة واغراقها في مستنقع اليمن وهذا الذي تدركه واشنطن جيدا ، وترك جماعة الحو/ثي  تفلت بفعلها اثر ذلك يتجاوز ردة الفعل الأمريكية الى نفوذ قوي في اليمن  وتهديد الممرات الدولية ،  القوة التي تضرب البحرية الامريكية  وتفلت من العملية دون عقاب لا يمكن لاحد اعتراضها.

في الجانب الاخر " الجنوبين والحكومة الشرعية اليمنية في عدن سنجد انها اصبحت فاقدة للقدرة على اتخاذ اي قرار فاعتمادها الكلي على الدعم الدولي عزز لديها حالة من الاتكالية وهذا يقدمها قربان لأي عملية سلام  دولية مع انصار الله.

وهي بهذا تحولت إلى عصا تفاوضية بيد الآخر وليس قوة وطنية ممثلة لإرادة الشعب  الرافض لفكر الحو/ثين .