عادل الشجاع
لست أدري لماذا مازالت الإمارات في اليمن ولم يخرج عليها الشعب اليمني وعلى من يعمل معها، فهي دولة عدوة لليمنيين وحليفة للصهيونية، فهاهي تعود مجددا لإبرام صفقة مع المجلس الانتقالي تحت مظلة الشرعية بعيدا عن أعين الرقابة..
لسنا بحاجة للتأكيد بأن عيدروس الزبيدي قد تآمر مع الإمارات بهدف التفريط بميناء عدن، هذا الميناء عمره أكبر من دولة الإمارات آلاف المرات، هذه الدويلة التي تصر على الغرق في الملف اليمني، ونستغرب كيف يصمت مجلس القيادة الرئاسي عن مثل هذه الجريمة التي تستهدف الأمن القومي للبلد..
نحن أمام صفقة فساد جديدة تزكم أنوف اليمنيين، لم نكاد ننتهي من صفقة فساد بيع شركة عدن للاتصالات التي كان بطلها معين عبد الملك، حتى نصطدم بصفقة فساد جديدة، بطلها هذه المرة عيدروس الزبيدي الذي صرح ذات يوم بأنه على استعداد إذا قامت دولته أن يعترف بالكيان الصهيوني، وكأن مهمته تتحدد في حشد اليمنيين وراءه وحرمانهم من التنمية والخدمات والعيش الكريم لكي يعترف بإسرائيل..
هل سنكون نحن أقل وطنية من البريطانيين الذين منعوا الإمارات من الحصول على حصة في شركة الاتصالات فودافون بنسبة ١٤% واعتبروا ذلك خطرا على أمنهم القومي وقالت الحكومة البريطانية إن إستثمارات الإمارات يجب أن تخصع لقواعد الأمن الوطني، مع العلم أن الإمارات دخلت كمستثمر تحصل على الخدمة من الشركة البريطانية وليست مالكة للمعلومات كما هو حاصل في شركة عدن نت..
ما يجعل الإمارات تستهتر باليمنيين هو عدم وجود قوى وطنية منظمة، لذلك استطاعت أن تتمتع بحضور عسكري واستثماري من خلال سيطرتها على معظم الموانئ، كميناء بلحاف وميناء المكلا والشحر وميناء المخاء وميناء قشن الذي مازال طور الإنشاء وهاهي تحاول السيطرة على ميناء عدن لتحوله إلى مخازن كي لا ينافس جبل علي في دبي..
وعلينا أن نقولها بصوت مرتفع، إننا نحذر الإمارات من التمادي في التورط في استغلال الظروف التي تمر بها البلاد ونهب ثرواتها وأن إتمام صفقة ميناء عدن سيكلفها العداوة الأبدية مع الشعب اليمني ،وبنفس الوقت نتساءل أين هو مجلس النواب وأين هي النيابة العامة وأين هو الجهاز الوطني للرقابة والمحاسبة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من هذا التلاعب بموارد الشعب اليمني، ولماذا لا يوقفون هذا العبث؟!
الإمارات جاءت لتساعد اليمنيين في إنهاء إنقلاب الحوثيين في صنعاء، لكنها بنت قواعد عسكرية في سقطرى وميون والمخاء علاوة على بنائها للعديد من المليشيات التي تقوم بحماية أهدافها وأجندتها مثل المجلس الانتقالي وقوات العمالقة والنخبة الحضرمية ودفاع شبوة والمقاومة الوطنية في الساحل، فلماذا تحول هؤلاء إلى مجرد حاميات للإمارات، فأين الاعتزاز بالهوية الوطنية، اليمن عمره خمسة آلاف سنة، بينما الإمارات عمرها ٥٤ سنة، لماذاتثبتون أنكم أرخص مرتزقة في العالم؟!