نتابع تداعيات جريمة اختطاف المقدم علي عشال الجعدني والتي كان آخرها احداث الممدارة ونشعر بقلق حول تلك الخطوات التي قد تمثل سلاح ذو حدين فهو من جهة يمنح المسؤولين عن الجريمة فرصة الافلات من العقاب ومن جهة اخرى يحاول امتصاص حماس الناس في أبين وغيرها من المحافظات التي ترفض الإرهاب وترفض هذه الجريمة.
نأمل من العقلاء في أبين ان لايحولوا الموضوع إلى مجرد ثأر قبلي فالموضوع أكبر من الثأر القبلي ويحتاج إلى تعقل يحفظ للأخ علي عشال سلامته إن كان مازال حيا وحقه في القصاص إن كان قد اصابه مكروه لا قدر الله ويجعل من الحدث ومن هذا الإجماع الذي تجاوز حدود محافظة أبين فرصة ومحطة لتصحيح الأوضاع المختلة سواء في محيط محافظة أبين أو الجنوب بشكل عام والتي يدفع ثمنها البسطاء دون سواهم .
هناك اخبار متضاربة وخطوات متناقضة نتابعها فيما يتعلق بعملية المداهمة للوكر الاجرامي في منطقة الممدارة محافظة عدن لانستطيع البناء النهائي عليها لكثرتها وكثرة تناقضاتها ولكننا نستطيع التأكيد على خطورة أي خطوات لا تنسجم مع حالة الالتفاف الشعبي الذي افرزته جريمة اختطاف عشال والذي أكدت معطياته فضيحة غياب الدولة كليا إلا من القاب وبزات ورتب عسكرية تتحرك بنفس قبلي ومناطقي في صورة تزاوج غير سوي بين الدولة والقبيلة قد يؤثر على عدالة القضية ولايفضي إلى مايرتقي إلى مستوى الرفض الشعبي لتلك الأفعال المرفوضة شرعا وقانونا واخلاقا!!
إن تتم المداهمات تحت يافطة مسمى أمني رسمي (أبين) في مربع طرف أمني رسمي آخر(عدن) أمر يثير الكثير من التساؤلات والشكوك وهي ظاهرة تؤكد غياب الدولة أو في أحسن الأحوال تظهر حالة الفوضى وغياب القانون وتؤدي إلى تقويض القضية وفتح المجال لخلق أزمات جديدة تطغى على أزمة جريمة اختطاف عشال ومن جانب آخر تثير شك بأن الطرف المتورط في القضية يحاول حصر القضية وتكييفها على أنها جريمة فردية لابعاد المسؤولية عنه وقد يسعى هذا الطرف إلى تصفية المتهمين المباشرين المتورطين في جريمة الاختطاف أو الحاقهم بمن سبقهم من المجرمين الذين تم تهريبهم إلى خارج البلاد وذلك لحماية رؤوس الفساد الكبرى التي تحرك تلك الأدوات وتحميها وتوفر لها السلاح والمال لتنفيذ جرائمها !!
جريمة اختطاف عشال تحولت إلى رأي عام ويجب أن تحمل أهداف تمثل هذا الرأي العام وتصل إلى نتائج تخدم المجتمع بشكل عام وأن لا تتحول إلى مجرد ثأر بين الجعادنة أو ال فضل وبين المتورطين في الجريمة وهذا هو مايحفظ للأخ المقدم علي عشال الجعدني حقه وحق من هم بعده سواء كان حيا أو اختاره الله إلى جواره فعشال أكبر من أن يُؤخذ ثأره من بلطجي يمثل أدنى حلقة في سلسلة تمتد حلقاتها لتصل إلى مكتب ضابط مخابرات إقليمي سبق له وبشهادة ادواته استهدافه لمحافظة أبين وشبابها ورجالها وحقهم في التواجد الندي والعيش الكريم .
ولاشك أن العقلاء في أبين قد وصلوا إلى حقيقة الوضع الذي يعيشه الجنوب عامة وأبين خاصة وأن هذا الوضع مازال يمثل حالة صراع مناطقي مغلف بسلوفان سياسي يبحث كل طرف فيه عن فرض وبسط سيطرته على الأطراف الأخرى وأن الدولة مازالت في علم الغيب ولكنها حين تأتي لن تبحث عن من هم خارج المشهد وستقوم على الركائز التي استطاعت أن تبسط حضورها وهو ما على أبين أن تدركه وتعيه جيدا وتبحث عن طرق لمعالجتة واعتقد أن الإجماع الذي حققته جريمة اختطاف عشال هو أول الطريق لعودة أبين إلى واجهة المشهد السياسي والاجتماعي والقيام بدورها الوطني المعهود ليس من بوابة التبعية أو الالتحاق بالمكونات الموجودة ولكن من خلال مكون وكيان أبيني خالص يمثل أبين ويحمل قضاياها ويراعي ويحافظ على حقوقها وحقوق أبنائها!!
الصمت المُريب والتسريبات المرتجفة التي تحاول تجميل بشاعة صورة ذلك الصمت لأمن عدن تارة بأن الحزام الأمني قد شارك في عملية الاقتحام لوكر الاجرام في منطقة الممدارة محافظة عدن وتارة أخرى باقحام بعض أسماء رؤساء الفرق الأمنية التابعة لبعض المكونات وغيرها من المحاولات تؤكد أن هناك نية للالتفاف على الإجماع الشعبي في محافظة أبين مما يوجب أن تكون المطالب ليس بتسليم البلاطجة الأدوات فقط ولكن بالوصول لمن أرسلهم ودعمهم وسلحهم وخطط لجرائمهم التي سبقت جريمة اختطاف عشال الجعدني والذين يمثل استمرارهم دون محاسبة أو عقاب استمرارا لتلك الجرائم التي حتما سيكون لمحافظة أبين نصيب الأسد منها !!
عبدالكريم سالم السعدي
6 يوليو 2024م