*فلسفة الكمال والتمام*

2025/01/28 الساعة 08:18 صباحاً

 

_منصور بلعيدي_

عرفت الفلسفة بأنها حب للحكمة، ولا شك أن التفكر في آيات الله البينات بعين البصيرة لاستخراج المعاني والدلالات العميقة الدالة على عظمة الخالق وطاعته فيما أمر ونهى هو رأس الحكمة. 
فقد أنزل الله الذكر الحكيم ككتالوج للناس في حياتهم ومماتهم وبعثهم ونشورهم..كتاب (فيه آيات بينات واخر متشابهات فاما الذين في، قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله الا الله).
وأراد الله لهم أن يسيروا على هداه ليصلوا إلى جنته ومأواه بعد أن ينالوا رحمته ورضاه. 
تلك الجنة التي خصصها الله لمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب، فيبشره ربه بمغفرته وأجراً عظيماً.

وأجمل ما يوضح هذه المعاني هو قوله تعالى: *"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"* (المائدة: 3).

*الكمال:* هو حالة مثلى ولا يزاد عليها، لكنها تمتاز باكتمال الشيء من كل جوانبه فلم يعد له نقص لا في الشكل ولا في اللون ولا في المضمون ولا في التفاصيل الدقيقة ولا في المعاني والدلالات.

*التمام:* هو إتمام الشيء واكتماله وفق ما خُطط له دون زيادة أو نقصان، والتمام نقيض النقص. بمعنى أن الإسلام اكتمل ولا يحتاج زيادة ولا نقصان لا من سنة ولا غيرها. 
وكأن الله يقول للناس: الآن اكتمل الدين الذي أردته لكم وهو كفيل بمن تمسك به أن يوصله إلى جنة الخلد التي خصصت لعباده الصالحين، وتلك غاية كل مسلم مطيع لله حق الطاعة ومتبع للرسول المبلغ لدين الله، وانتهى الأمر.

وهكذا نصل إلى معرفة معاني الكمال والتمام الرائعة التي لا تتحقق إلا بالخضوع التام لله تعالى وطاعته فيما أمر به، للوصول إلى جنة الخلد التي وعد الله عباده. فالله لا يخلف الميعاد..