ليس دفاعا عن مصطفى النعمان.. بل دفاعا عن الحقيقة

2025/02/07 الساعة 11:23 مساءً

 

ما دفعني للكتابة مجددا عن السفير مصطفى النعمان، هو التعليقات التي وجدتها في صفحتي حول ما أورده الرجل في إحدى مقابلاته التلفزيونية والتي تم التعامل معها من قبل البعض عاطفيا وليس تحليلا، والبعض الآخر من باب الظن أن مصالحه ستسقط بعد أن أعيد للخارجية اعتبارها في تعيين النائب الذي ظل هذا المنصب شاغرا لفترة طويلة سمحت لآخرين ممارسة الفساد المدمر .

كان حديث النعمان يصب في إطار تحليلي لواقع معاش يشاهده ويلمسه المواطن العادي، وهو من موقعه كسياسي ومثقف لم يكتف بالمشاهدة، بل استخدم مشرطه السياسي لتوضيح مكامن المرض، حتى يستطيع أعضاء مجلس القيادة والحكومة معالجة تلك الاختلالات التي مكنت الحوثيين من البقاء وجعلتهم يفاوضون السعودية مباشرة دون الاعتراف بالشرعية كطرف مفاوض .

هل يخطئ النعمان أو غيره حينما يقول إن الحوثيين يمتلكون قيادة واحدة وقرار واحد منضبط في مقابل أعضاء مجلس قيادة مختلفون حول كيفية تقاسم السلطة ومختلفون حول ما إذا كان ينبغي لليمن أن يظل دولة موحدة، أم ينقسم إلى دولتين أو يصبح كيانا اتحاديا ؟

هل يكون النعمان ممجدا للحوثيين ومحبطا لمعنويات المواجهة حينما يشير إلى تلك الانقسامات العميقة داخل المجلس الرئاسي ويشير إلى عمق الأزمة التي تعمق الخلافات داخل المجلس بسبب عدم وجود نظام داخلي يمكن للأعضاء العودة إليه عند نشوء نزاعات بينهم ؟

كل ما أراده النعمان ويريده اليمنيون أن المجلس بحاجة إلى موقف تفاوضي موحد بدلا من العمل كثمانية كيانات مختلفة ويطالبهم بتسوية الخلافات الرئيسية حول بنية الدولة اليمنية وحوكمتها والبحث عن صيغة استراتيجية تفاوضية حول مجمل القضايا التي يمكن للمجلس أن يحقق توافقا بشأنها .

من منا ينكر بأن السعودية والإمارات الداعمتان لمجلس القيادة لديهما تكتيكات عسكرية ومصالح متضاربة وكل هدفهما هو جعل أعضاء المجلس يمثلون مصالحهما الأمر الذي يجعل الانقسامات عميقة داخل المجلس، فهل تحليل النعمان هو الذي أضر بالمجلس، أم أن أعضاء المجلس لم يستطيعوا تنحية خلافاتهم جانبا ويرفضون تحمل مسؤولية فشل الشرعية وينتقدونها كما لو أن المجلس طرفا ثالثا ؟

خلاصة القول، ربما يكون القرار الصائب الوحيد لمجلس القيادة هو تعيين النعمان الذي قدم نقدا حقيقيا لمكامن الضعف والأخطاء في مجلس القيادة وهو بحاجة إلى توسيع مثل هذه القرارات ولمثل هؤلاء القادرين على قراءة الواقع وتقديم الحلول المناسبة له، فالمتغيرات التي حدثت مؤخراً في المنطقة بحاجة لمثل هؤلاء وليس للمنافقين والمطبلين، لأن هؤلاء هم الأقدر على تجفيف منابع الفساد وتوحيد اليمنيين في مواجهة أولئك الذين اختطفوا الدولة ومؤسساتها .