اليمنيون لم يعرفوا قيمة أنفسهم فتحولوا إلى سخرة للإمارات

2025/03/10 الساعة 06:00 صباحاً

 

الشعوب التي لا تعرف قيمة نفسها هي شعوب ميتة ونحن لم نعرف قيمة أنفسنا فتحولنا إلى سخرة لدى الإمارات، وهذا لا يعني أنه لا يوجد من يسخر نفسه للسعودية وقطر وإيران وقد شاهد الملايين عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ذلك اليمني وهي يستجدي لبناني للسماح له بتقبيل يده تبركا بها كونها صافحت يد حسن نصر الله..

أقول لماذا الحديث عن الإمارات تحديدا، لأن عدد المليشيات التي سخرت نفسها في خدمة الإمارات تتجاوز ثلثي المليشيات المنضوية تحت مظلة الشرعية، إضافة إلى تحويل أهم شوارع عدن إلى أسماء أولاد زايد ورفعت صورهم في هذه الشوارع، فالذين يقودون المشهد لا يعرفون قيمة أنفسهم ولا قيمة بلدهم، أغفلوا الجغرافيا والتاريخ وحجم السكان ..

سيكتب التاريخ أن دولة الإمارات التي تأسست عام ١٩٧٢ احتلت باليمنيين أنفسهم، عدن وشبوة والمكلا وجزيرة سقطرى وميون ولا يوجد للإمارات سوى بضعة ضباط وحامياتنا هي من تحمي الوجود الإماراتي في هذه الجغرافيا المحتلة..

نخبنا السياسية والإعلامية توزعت بين الدول تدافع عنها أكثر مما تدافع عن وطنها ومن لم يعملوا مع تلك الدول حكموا على أنفسهم بالعجز والذل والنخب التي لا تجرب من نفسها إلا العجز يكون تأثيرها مثل الأطفال والنساء، البكاء والانهيار، تعلقت هذه النخب بمخاوفها ففقدت كل ملاذ في لحظات اليأس، لأن اليائس يخشى كل شيء والخمول يضع حدا للطموح..

على ماذا تعيش هذه النخب ومالذي تريد تحقيقه، فالدولة اندثرت والمؤسسات اختفت والاقتصاد انهار والمؤسسة العسكرية استبدلت بمليشيات، ولأن السعودية قالت لنا إن المشكلة في هادي فأطاحت به، لكن من أتت بهم لم يختلفوا عنه كثيرا في جهلهم فلسفة الحكم ومعنى الدولة وقيمة اليمن،فقادوا البلد نحو الهاوية وتحولوا إلى شبكة من الفساد والمحسوبية وعبثوا بثروات البلاد واقتصادها ؟!.

ومثل هؤلاء في صنعاء جماعة الحوثي تعاني من ضحالة الفهم السياسي والاقتصادي، فلا هم يفهمون في فلسفة الدول ولا في الديمقراطية ولا يؤمنون بحكم القانون والقضاء، بل يعيشون في العصور الوسطى، والشعب فقد روح المقاومة لكل هؤلاء فدفع الضريبة القاسية من حريته وكرامته، فمتى سيقول الشعب اليمني حيا على المقاومة؟!.