وصل كفيل عيدروس الزبيدي إلى قناعة بأنه فشل في لملمة الجنوب وغاصت أقدامه في كثبان سواحل عدن التي جلب اليها قريته وأقاربه بينما خسر بقية المحافظات التي كان يفترض ان يكسب ودهم، كما ان الاموال الطائلة التي صرفت له لهذا الغرض تبخرت في صفقات تجارية خاصة ومشاريع شخصية نتج عنها العديد من الشركات والأعمال التجارية، ويبدو ان الكفيل منح عيدروس فرصة اخيرة لتصحيح الخطا الذي وقع فيه ولذا تم تصميم برنامج زيارات رمضانية للمحافظات الجنوبية لهذا الغرض.
لو اراد عيدروس حقا كسب ابناء ابين فهو يعرف الطريق إلى قلوبهم ومدخله إلى ذلك تسليم غرماء على عشال الجعدني، لكنه عوضا عن ذلك مول الهيلمان الذي شاهدناه في موكبه والحضور الذي ألقى فيه كلمة مادحا فيها يسران المقطري المتهم الرئيسي بقضية الجعدني ومبرئا له من داخل محافظة ابين وفي حشدهم الذي اشترى حضوره، وهذا الأمر بحد ذاته كاف لتعزيز قناعة ابناء ابين بأن لا خير في عيدروس، ولا يمكن ان يتجاوز نظرته للمحافظة المسكونة بعقلية الصراع.
تاريخيا كانت الزعامة لأبين والضالع مجرد عسكر وقوة مقاتلة، وهذه عقدة النقص المستفحلة والمحكمة قبضتها على سلوك عيدروس ومعظم الضليعة تجاه ابين وشبوة ايضا، فهم لا يرون غير الضالع، واثبتت الأحداث أن عيدروس لم يغادر عقليته القروية حتى اللحظة، وابسط دليل على ذلك ان كل الأسماء التي يدفع بها للمواقع الحكومية والحساسة هم من ابناء قرية زبيد، وهذا الأمر أضحى معلوما للجميع، ويرون حتى المقربين منه ان كوفية الضالع اكبر من راسه.
يظن عبدوس انه بزيارة ولقاء رمضاني دفع فيه مئات الملايين سيكسب ابين وشبوة وبقية المحافظات وهذا من سابع المستحيلات، يمكنك اخراج فيلم وثائقي عن الزيارات لإخلاء العهدة للكفيل، لكن الناس تراقب أداءك طيلة سنوات وحينما قررت زيارتهم لتكسب ودهم استعرضت عضلاتك بتلك المواكب الفارهة والكبيرة التي انفقت عليها مئات الملايين بينما الناس بدون كهرباء ولا ماء ولا عيشه، وفوق ذلك اختطفت طائرة مليئة بالركاب المغادرين إلى جدة لأداء العمرة وأجبرتهم على مغادرتها لانك قررت تغيير وجهتها إلى شبوة.
اليوم ابناء هذه المحافظات لا يرفضونك فقط وانما يكرهون ابناء جلدتهم الذين يحاولون وضعهم تحت إبطك مقابل حصولهم على الفتات مما تتصدق به عليهم مقابل صنيعهم هذا، وفي نهاية المطاف ستخسر الكفيل ولن تربح حتى ابناء قرية زبيد لان اطماعهم ستكون اكبر من مقدرتك على تلبيتها.
الصحفي انيس منصور