إضعاف مصر: النكسة الاستراتيجية الكبرى للعرب.*

2025/04/11 الساعة 05:24 صباحاً

*

_منصور بلعيدي_

في تاريخ الأمة العربية الحديث، يمكن اعتبار إضعاف مصر وإخراجها من لعب أدوار إقليمية مؤثرة واحدة من أكبر النكسات الاستراتيجية التي تعرض لها العرب. 
مصر، التي كانت لعقود طويلة القلب النابض للعالم العربي، لعبت دوراً محورياً في صياغة السياسات الإقليمية والدفاع عن القضايا العربية، لكن تغييبها عن هذا الدور ترك فراغاً استراتيجياً استغلته قوى إقليمية ودولية لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها.

*مصر: العمق الاستراتيجي للأمة العربية*
لطالما كانت مصر تمثل العمق الاستراتيجي للعرب، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي الذي يربط بين آسيا وإفريقيا، ولكن أيضاً بسبب ثقلها السياسي والثقافي والعسكري من قيادتها لحركات التحرر الوطني في القرن العشرين إلى دورها في الصراع العربي-الإسرائيلي، كانت مصر دائماً في طليعة الدفاع عن القضايا العربية، مما جعلها حجر الزاوية في أي مشروع عربي مشترك.

إضعاف مصر لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان له تداعيات كارثية على المستوى الإقليمي. غياب الدور المصري الفاعل أدى إلى:
- *تراجع التضامن العربي* : حيث أصبحت الدول العربية أكثر انقساماً وعرضة للتدخلات الخارجية.
- *تعزيز النفوذ الإقليمي والدولي* : قوى إقليمية مثل إسرائيل وإيران وتركيا استغلت هذا الفراغ لتعزيز نفوذها في المنطقة.
- *إضعاف القضايا العربية* : وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي فقدت أحد أبرز المدافعين عنها على الساحة الدولية.

إضعاف مصر لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكمات سياسية
واقتصادية واجتماعية. 
من اتفاقيات السلام التي حدّت من دورها العسكري إلى الأزمات الاقتصادية التي قيدت قدرتها على التأثير الى التحولات السياسية المفاجئة وغير المدروسة كما تعرضت مصر لسلسلة من الضغوط التي أضعفت مكانتها الإقليمية. 
ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً في استعادة مصر لدورها الريادي، خاصة مع إدراك الشعوب العربية لأهمية هذا الدور في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

إضعاف مصر كان ولا يزال نكسة استراتيجية للعرب، لكن استعادة دورها الإقليمي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية للأمة العربية.

*مصر القوية تعني أمة عربية أكثر تماسكاً وقدرة على مواجهة التحديات.* 
إعادة بناء هذا الدور يتطلب إرادة سياسية مشتركة ورؤية عربية موحدة تعيد لمصر مكانتها لقيادة العالم العربي في مواجهة التحديات الاقليمية والدولية..