امتزجت الزبالة بالسياسة في تعز ففاحت روائح السياسيين

2025/04/16 الساعة 04:22 صباحاً

 


عادل الشجاع 

حالة القرف التي انتابت سكان تعز تعد العنوان الأكبر للزبالة التي جرفتها السيول والتي بدورها كانت كاشفة لحالة القرف من السياسيين من أبناء تعز نفسها ولا يمكن أن نستثني أي حزب سياسي من هذا الوضع الذي وصلت إليه المدينة، وقد بدأ المواطنون يتساءلون، هل نحتاج أكياسا للزبالة أم للمسؤولين؟!

أشعر بحزن وخجل كبيرين من تنكر العليمي والبركاني ونبيل شمسان وأعضاء مجلس النواب من أبناء المحافظة وقادة الأحزاب والسلطة المحلية ورجال الأعمال لمدينة تعز التي تحملت ظلم الحرب والقتل والدمار على أرضها وعمرانها في معارك لم يكن لأهلها دور فيها، تعز تلك المدينة التي ظلت معصومة من كل حقد وكراهية وتفريق بين أبناء كل مناطق اليمن..

إنني أشعر بالعار والحزن والخجل حينما أشاهد قصر البركاني الجميل الذي جمع إليه أفضل البنائين والكهربائيين والسباكين والمبلطين والمرنجين وتلك النفايات التي جرفتها السيول وجمعتها من شوارع تعز التي كانت وجهنا الجميل والمشرق وليس أمامنا إلا أن نقدم اعتذارنا لأبناء تعز الذين أغرقت مدينتهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، قدموا آلاف الشهداء والمعوقين والجرحى وآلاف الأيتام والمشردين ودفعت وما تزال ثمن وعيها وإيمانها بوحدة اليمن..

تعز التي بقيت ملاذا لكل خائف وكانت أكبر من كل المؤامرات، ولكنها اليوم تسقط تحت سنابك مؤامرات أبنائها من الذين وصلت إليهم السلطة في غفلة من الزمان، تعز ألتي من دونها يصبح اليمن صدى وطن، تعز التي غيرت المعادلة وقدمت أبناءها لسياج الوطن وصوتها لقيم الحرية والسيادة والاستقلال، تعز الفقر الشريف رغم غناء مسؤليها، تعز الصابرة على الظلم والحرمان..

تعز التي انتظرت انصافها وإنماءها وإعمارها، لكن مسؤليها من أبنائها شيدوا القصور الفارهة وعطلوا أبارها وتركوها تتكدس بالقمامة، تعز التي قدمت للوطن ولم تأخذ، تعز التي أثرت اليمن بالثقافة والفكر والتجارة وحفظت الوحدة  اليمنية في متحف ثقافة البيت المشترك، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل تحتاج تعز لأكياس للزبالة أم أكياس للسياسيين؟!.