الاحتفال بالذكرى الـ23 لقيام الوحدة اليمنية يعكس التوجه الوحدوي للقيادة السياسية ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني المجسدة لإرادة الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب لأن الوحدة اليمنية تعتبر أعظم مكسب من المكاسب العظيمة للثورة اليمنية(26 سبتمبر و14 أكتوبر) الخالدة أبد الدهر خلوداً يكسبها الاستمرار والديمومة..
أقول ذلك وأقصد به أن وحدة الشعب اليمني وواحديته بغض النظر عن الاختلافات التي تساعد على رفع الشعارات ذات المشاريع الانفصالية الصغيرة التي تتخذ مبرراتها من الممارسات والانتهاكات الخاطئة لبعض المسئولين الذين يسيئون استغلال السلطة بصورة تقدم الذاتي على الموضوعي والمصلحة الأنانية الخاصة على المصلحة الوطنية العامة القابلة للتصويب والتصحيح بل والمحاسبة والمعاقبة من خلال مايقف أمامه اليوم أعضاء مؤتمر الحوار الوطني من التقييم والتقويم النابع من حرص على الوحدة لأن الديمقراطية والعدالة والتنمية كانت من الأهداف السياسية للوحدة التي نصت عليها المنظومة الدستورية والقانونية لدولة الوحدة والتي كانت وليدة حوارات ونضالات طويلة لثورتي سبتمبر وأكتوبر وللأنظمة السياسية الجمهورية التي تعاقبت على حكم الشمال والجنوب حتى لحظة قيام الوحدة، ناهيك عن القيادات التي كان لها شرف المشاركة في تحقيق الوحدة على قاعدة الديمقراطية.
أقول ذلك وأقصد به أن الوحدة اليمنية بكل ما اعتورها من العيوب والأخطاء هي أفضل بكثير من الدعوات الانفصالية لأن الوحدة هي الثورة والعزة والقوة والكرامة والرقي والتقدم الحضاري.. في حين أن الانفصال عيب من العيوب الدالة على التراجع من التقدم إلى التخلف مهما كانت مبرراتها الآنية والعارضة والمؤلمة إلا أنها ليست من المبررات العلمية التي لها صفة الديمومة الثورية والتاريخية الرفيعة قدر ماهي عمل عرضي سوف يتوقف أمامه بحزم ورفض الأغلبية الساحقة من الآباء والأجداد ومعهم الأبناء والأحفاد جنوبيين وشماليين جيلاً بعد جيل ما بقيت الوحدة مشروعاً كبيراً يلتقي عليه جميع الثوار والأحرار ناهيك عن الكتاب والفلاسفة والأدباء والمؤرخين الوحدويين والتقدميين لأن الوحدة اليمنية هي بالطبيعة والأهمية مقدمة لتحقيق الوحدة العربية الشاملة والتراجع عنها عمل يستدل منه على الإحباط واليأس الذي وصلت إليه قيادات سياسية كانت وحدوية في فترات نضالاتها الطويلة ثم تراجعت عنها فجأه بصورة غير معقولة وغير مقبولة وتدل على خلل في التفكير يستبدل ماهو أعلى بما هو أدنى.
يستدل منها على خلل في التفكير مهما تقبله البعض من الذين تضررت أحوالهم في لحظة إحساس بالمعاناة إلا أن هؤلاء البؤساء الذين يغلبون عواطفهم على مالديهم من العقول، سوف يكتشفون ولكن بعد فوات الأوان ان الوحدة بكل ما رافقها من الأخطاء والسلبيات تظل بكل المقاييس العلمية والعملية أفضل مرات عديدة من العودة إلى عصور التشطير المظلمة التي لانتذكر عنها سوى الدماء و الدمار والدموع التي حالت بين تعاون وتكامل وتكافل الأخ وأخيه.
لأن المتحاورين يدركون بما لديهم ويقع على كاهلهم من المهام والمسئوليات الوطنية والتاريخية التي تكسبهم الدخول المؤكد إلى قلب التاريخ وقد تضعهم كما قال فخامة الأخ الرئيس في هوامش في حالة الإخفاق والفشل.. مؤكداً أن خيار النجاح أصبح يعكس إرادة ورغبة شعبية ودولية غير قابلة لغيره من الخيارات.
أعود إلى القول بأن حماية الوحدة اليمنية سوف تتغلب على غيرها من النزعات والتداعيات الانفصالية وسوف تفرض نفسها على المتحاورين وعلى أولئك الذين لا يزالون يغردون خارج السرب من المطالبين بفك الارتباط ولو بعد حين من العزف على المغريات الانفصالية الواهمة وغير المستندة إلى حقائق قابلة للإقناع والاقتناع.
لأن الوحدة اليمنية هي في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية اضافة موارد إلى موارد وطاقات إلى طاقات وامكانيات إلى امكانيات بشرية وطبيعية تمثل البنية الحقيقية لما نحلم به من التطلعات والأهداف الحضارية في عالم لامكان فيه للكيانات السياسية والاقتصادية الصغيرة استطاعت فيه القوى الكبرى أن تؤسس ماوصلت إليه من الامبراطوريات والحضارات الصناعية العملاقة على نحو جعلها ترفع شعار العولمة الأممية بدلاً عن ما قبله من الشعارات الوطنية والقومية.
أخلص من ذلك إلى القول إن الوحدة اليمنية من المكاسب العظيمة للثورة اليمنية التي تحظى بماهي بحاجة إليه من التأييد الشعبي اليمني والعربي والدولي وأن الذين يغردون خارج مؤتمر الحوار الوطني مطالبون بمراجعة مواقفهم والدخول غير المشروط إلى مؤتمر الحوار للمشاركة في بناء الدولة المدنية الحديثة.