يحتار المواطن الجنوبي قبل غيره مما يجري في الساحة الجنوبية من تنازع واختلافات كثيرة بين مكونات الحراك الجنوبي رغم ان الهدف المعلن لك هذه المكونات واحد(اسقلال الجنوب واستعادة الدولة ) فمثلا: مكون البيض هذا شعاره ولكنه على خلاف يصل الى درجة (العداء) مع مكون باعوم الذي ينادي بنفس الشعار، ومحمد علي احمد يشارك في مؤتمر الحوار باسم مؤتمرشعب الجنوب وهو على خلاف حاد مع بقية المكونات الرافضة للحوار (والشعار ايضا واحد).
وهنا يتساءل المواطن الجنوبي (البسيط )الذي يحلم بالعيش بكرامة في وطن لايمتهن آدميته.. ولكن يعطيه من الحقوق كما يؤخذ منه من الواجبات وفق ما يسمى في العرف السياسي بـ(العقد الاجتماعي) بين الدولة ومواطنيها.. يتساءل: لماذا تختلف مكونات الحراك وهدفها المعلن واحد؟! وهنا لابد من الاجتهاد لفهم هذا اللغز المحير والبحث عن اسباب يجب ان تكون وجيهة حتى لا تؤخذ الناس الظنون..ومن محاولة استقراء ماضي هذه القيادات التي تدير مكونات الحراك اليوم - وهي من كانت تدير الجنوب منذ الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 1967م الى اليوم - وكأن نساء الجنوب (عقمن) عن انجاب رجالا (اكفاء) يخلوا تاريخهم من عقد الماضي البقيض ولم تلطخ ايديهم ولاعقولهم بها – واذا مافعلنا ذلك سيتجلى لنا بوضوح مدى فداحة المصاب الذي اصيبت به الحركة الاحتجاجية الجنوبية بل والمواطن الجنوبي الغلبان حين نصل الى حقيقة (مرة) مفادها ان اختلاف المكونات الحراكية لايمت باي صلة الى الهدف المعلن ..ولكنه نتيجة لاختلاف (الممول) لا اكثر وهنا تكن فداحة المصاب الجلل.
وبالمنطق المجرد اذا كنا نبحث عن وطن مفقود واستعادة دولة منهوبة فمن اولى الاولويات (توحيد)هذه المكونات كلها لتحقيق الهدف الأسمى.. ومن ثم كل مكون يطرح رؤيته ومشروعه النهضوي للدولة الجديدة ، وهذا هو الاصل في طريقة الحركات التحررية الوطنية ..ما لم تكن هذه الكونات تريد ان تتوحد ضد ما تسمية المحتل الشمالي ولكنها تخاف جدا من كلمة (وحدة ) لان الفكر الانشطاري الرابض في تجاويف ادمغة قادتها لايقبل التوحد حتى مع نفسه .. وهذا هو الاقرب الى التصور تجاه هذا الاختلاف (المشين) ومحاولة البعض استدعاء الماضي البقيض للحشد ضد الآخر ونحن مازلنا لانملك قرارنا حتى في ابسط الامور على المستوى الشخصي للكثير ممن يريدون جرنا الى مستنقع الصراعات الماضوية بكل مئآسيها وويلاتها..(مجرد رأي).