ما كل هذا الألم الذي لم يأتنا فجأة بخطة قلم حينما صفعنا البيض بتوقيعه معاهدة الوحدة المشئومة ،وقد كنا نعده رأس الهرم وحامل هموم الشعب الحضرمي والجنوبي ، وهاهو يطل برأسه من جديد ليعيد الشعوب الموجوعة والمتململة من خطوته الكريهة إلى المربع الأول إلى مربع الوجع الذي آن للشعب الحضرمي أن يخرج من عالمه البشع .
لم كل هذا يا رجل ،آلا يكفيك ماذقناه من صفعات متكررة ، آلا تفكر بالوقوف لحظة مع نفسك وتراجع ما قدمته في ماضيك المظلم ، ألم تسأل نفسك إن كان من الواجب أن تكف عن الفكر القومي الذي لم يجر الشعوب العربية إلا إلى المصائب والكوارث والذي يسرق الحق من الناس ويترك المظلوم يعيش في آلامه وآهاته ، لما هذه الشطحات والهزات التي تصيب كيانك الممزق وتركله في زاوية مظلمة.
ولكن أعلم علم اليقين أيها الرعديد أنك تجهل ما بداخل ذات الإنسان الحضرمي الأصيل ذلك المارد الصامت الذي يجول بداخله الهدوء 00الصمت 00الترقب 00 التأني 00 الفكر الناضج 00 .لكنه لا يقبل خائنة الأعين ولا إعادة لوك التجارب المريرة التي جاءت من سياساتكم الممجوجة .
قف أيها الخارج من رحم التاريخ المريض قف أيها البائع وطنك في سوق النخاسة ، ألا تقبل بالعودة إلى الصواب أما يكفيك من غرور وتباهي وحنين إلى ماضي سفيه ، آلا تقف لتستمع للصوت الحضرمي صوت الإنسان النبيل الأصيل ؟ قف إلى جانب قضيتك الحضرمية التي تتطلب الوقوف والشرف والرجولة والإخلاص الوطني.
آلا تقف كما تقف اليوم العصبة الحضرمية أمام العالم بكلمة الحق، وهي كيان حضرمي خالص ،لا تقبل التبعية لا ليمني جنوبي ولا لشمالي ، وهي تحمل رسالة وطنية عنوانها " حق تقرير المصير " وهي تدافع عن حقوق الإنسان الحضرمي الذي وقع بين فكي النظام الشيوعي، الذي مارس كل الانتهاكات الغير الشرعية والغير القانونية والنظام القبلي الهمجي الذي خرج عن نطاق الأعراف القبلية المعتبرة إضافة إلى عدم التزامه بالقوانين ، بل مارس الظلم والإقصاء والاحتواء السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
أن العصبة الحضرمية اليوم ترحب بكل من يطالب بحق تقرير مصير حضرموت ،و يفرحها أن ترى أكثر من مكون يطالب بهذا الحق ،ولديها انفتاح واسع في التعددية السياسية، فنسأل الله العلي القدير أن يحقق تقرير المصير لشعبنا الحضرمي ولشعب الجنوب وكل شعوب العالم الواقعة تحت نير الاستبداد والاحتكار الذي يتحول إلى استعمار من طراز بغيض لا يقبل العدل والمساواة .
ونحن نقول سوف نظل فيما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية ، ويجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة، و نجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا .
عضو تجمع كتاب من اجل حضرموت مستقلة