للإصلاح والإصلاحيين فقط !!

2013/09/16 الساعة 01:21 مساءً

لايغيب عن شخص مدى تأثيرأي قوة سياسية وفكرية بمعتنقيها كونها تصبغهم بخاصية فريدة في الاستشفاف والاستشراف الواعي، حينها كنت متفائلا كما أنا اليوم كذلك، بان التجمع اليمني للإصلاح هو الحزب السياسي الوطني ذو الانتماء العقائدي المتزن والصحيح هو الاقدر على تجاوز التحديات ورهانات الذي ما لبثوا ان تساقطوا او تغيروا أو ثار ضدهم الشعب، حين قال "ستغيب الشمس الى الابد" فغاب نجمه وبقيت شمس الاصلاح.!

المنهجية الوسطية العصية والواعية، والنزعة السلمية المسكونة بديناميكية فكرية وطاقة حركية بالإضافة إلى امتلاكه للعنصر البشري الواعي والمربى والمشروع الوطني والاستراتيجية المتماسكة والارادة السياسية الكفؤة هي التي جعلت منه حزب المستقبل بامتياز، فاستكمال مسيرة النهوض بكل قواها وحوافزها وطاقاتها هي مهمة هذا الحزب الذي أضحى يمتلك القدرة الحرة على أن يكون حيث يريد أو يصنع ثورة متى ما استيقظت لديه رغبة التغيير والانجاز، ومتى احس بتكامل نضوج نظائره على مستوى المنطقة واستعدادها لأن تتكامل من اجل تحقيق المشروع النهضوي الناضج والمتكامل في المنطقة العربية والاسلامية ككل.

كما أن الحركية المتجددة التي يتسم بها عملت على إكسابه مقدرة التعاطي المرن مع كافة المستجدات وزاده التحامه بالواقع والعيش في قلب تفاصيله ثراء في الخبرة والتجربة وعمقاً في الوعي والممارسة فكثيرا ما مر الإصلاح كحزب سياسي وليد بتحديات داخليه وخارجية ولكنه بحسب مراقبين استطاع أن يتجاوز تلك التحديات بفضل التماسك في بنيته التنظيمية القائمة على منهجية تربوية استطاعت أن تعمل على تعزيز دواخله وتنقية ذوات المنتمين إليه من جواذب الإغراءات المختلفة ومخاوف التحديات والتجرد للمبدأ والفكرة والسعي إلى تحقيق القيم في الذات والواقع بكل ما أوتوا من مقدرة وقوة. بالإضافة إلى سياسة النفس الطويل في العمل والبناء التنظيمي التي يتحلى بها والتي عملت بدورها على إكساب أعضائه قيمة الصبر وعدم الاستجابة الآنية لشتى الاستفزازات التي تسعى إلى استدراجه إلى فخ المواجهة والصدام.

حين يأتي حزب سياسي من صميم الشعب ومن قلب أحلامه وتطلعاته فإنه يمتلك الحيوية الفكرية والطاقة الحركية الكامنة في هذا الشعب المنبثقة من عمق انتماءه القيمي والعقائدي لا شك انه الاقدر على ان يحقق الاهداف الاستراتيجية وان يعيد شعبه ووطنه الى مساره الصحيح اللائق وحيث ينبغي ان يكون، إنه التعبير الحقيقي والصادق عن الضمير الجمعي للأمة التي انبثق منها ورضع افكارها وقيمها وتطلعاتها .

فاليمن يحتل موقع استراتيجي حيوي في المنطقة، تزداد اهميته وتتكامل فاعليته حين يرتبط أيضا بجيرانه وأشقاءه، ولأن الثورات السابقة لم تنتج سوى انظمة قمعية وإمعيه فقد ظلت المنطقة رهينة القوى الاستعمارية وافكارها وسياساتها، أنظمة امتازت بالتبعية للقوى المهيمنة بكافة انماطها التي اعاقت نهضتها وتحوله الى قوة معتبرة في معادلة القوة، من هنا فإن اليمن يحتاج إلى حزب سياسي بحجم الاصلاح حزب قادر على توظيف ممكنات النهوض والاستفادة الحيوية الفعالة من عناصر قوته الثابتة في تناسق تمام مع عناصر القوة المتغيرة، إذ لابد من استغلال كل عنصر ديناميكي متوفر في المجتمع طبقا للوقت والوضع المناسبين من أجل دفع المجتمع إلى المسيرة التاريخية وتحقيق الاهداف الكبرى. ولابد في هذا السياق من تحقيق الانسجام بين القوة والقيم، حتى لا تصبح القوة خالية من معناها ورسالتها الحقيقية.

كما أن المستقبل وما يفرزه الواقع وحركة الحياة من تحديات أيضا تؤكد على تكثيف الاهتمام بالتربية الحركية وتجديدها بتركيب متمازج ومعرفة مركبة، والعمل على استقطاب العنصر البشري الذي هو أساس القوة الاستراتيجية لأي بلد كونه حامل مشروع وطني نهضوي، وايجاد علاقة سليمة مشروعة بين العنصر البشري المؤهل وبين الخيارات الاستراتيجية، بحيث يمكن استخراج طاقة حركية من عناصر الطاقة الكامنة الموجودة في البلاد وذلك بإنتاج عنصر بشري مؤهل تأهيلا كاملا ذو افق منفتح يستطيع تحليل جميع العناصر الديناميكية، التي تشكل القوة الاستراتيجية بشكل صحيح، ويعمل على تحويلها الى وضعية تتناسب مع التحديات الداخلية ومتغيرات الوضع الدولي ويحقق التناسق بين عناصر القوة المختلفة.

كما يحتاج الاصلاح إلى صناعة تبادل أدوار الاستيعاب والتلقف, عبر الأشخاص والأماكن, تلافيا لمحاولات جرف الفعاليات الحية المنحازة للخير والعقيدة والمشروع الذي يحمله, تلك التي تعمل على تجاوز تجديدي لا يستوعب فكريا وحركيا من قبل القوى التي تعمل على افراغ الحركات الاسلامية من عناصرها الطليعية بغية إعاقة امتداد الفكرة والمشروع, وصنع فجوات أمامه, والحيلولة دون أي تجديد في مساره الفكري والحركي وإفقاده أحد مفاتيح التحدي والانطلاق الواعي, إذ أن حالة العمى الحركي تتمثل في الجمود الذي ينافي معنى الثبات والحركة, إن الترابط بين السياسي والمفكر, وبين المربي والمستوعب عملية بنائية وتحصينيه, مترابطة, تحبط عمل استراتيجية جرف الفاعليات الحية وطلائع الحركة وعناصرها المنحازة للخير والعقيدة, ويبقي الفرد والمجموع في حالة تماسك منتج, وحركة نهضوية تصب في مجرى الأهداف الاستراتيجية الكبرى.

على الحركة الاسلامية أن تسترشد في مجمل رؤاها بالأفكار الخصبة بالحيوية والمتكاملة في تناولها القادرة على طرح ما يجري في الواقع وتطعيم ذلك بتنظيرات لما ينبغي ان يكون عليه ذلك الواقع في المستقبل فهناك القليل من يكتب كي يشكل وعيا بصراع المستقبل ويحفز حاسة الاستعداد الشامل لمواجهته، والكتابة التي تتغيا انتاج العقل الاستراتيجي نادرة ما تأتي مطعمة بفكر يستطيع ان يتجذر في الذاكرة ويهيمن على حركة الفرد والمجموع بحيث يرشده الى حيث يكمن الصواب المنبثق من القيم ،وليس من القناعات التي تشكلها وسائل الصراع الناعمة ،والاقنعة الزائفة الكثيرة في هذا العصر الاخطر على الامم واجيالها، بكل ما يحمل معه من تقنيه واساليب وادوات جديدة لمجمل الصراع الدائر اليوم بين الحق والباطل