الرقص على الجثث

2013/09/26 الساعة 10:57 مساءً

د/ عبدالله الحضرمي

 

اليمن تحتفل بذكرى ثورة 26 سبتمبر..

الأمن يقتل مواطن بحضرموت ..

الأمن يقتحم مقر إصلاح تعز ويعتقل من فيه..

مؤتمري يختطف مواطن بسيؤن..

القاعدة تقتل أكثر من50 من الأمن بشبوة ..

عبوة ناسفة تقتل عقيد في الأمن بعتق ..

اغتيال ضابط في الجوية بصنعاء ..

الجيش يقتل مواطن بحضرموت في بيته ..

زيارة خفية لعلي صالح للحديدة و سيئون ..

الرئيس يتهم النظام السابق بإفساد الوحدة والعمل لتوطيد الحكم العائلي....

 

 حين تقرأ مثل هذه الأخبار أو تسمعها يتبادر إلى ذهنك عناوين صحيفة (أخبار الحوادث ) المصرية أو (المستقلة ) اليمنية وتبدأ في الفرز بين الخبر والإشاعة ثم تبدأ بتحليل المضمون ثم يأتي التصنيف والبحث عن السبب والمسبب والفاعل والمفعول والجاني و الضحية..إلخ.

   لكنني سأقطع عليكم الطريق وأوفّر لكم الجهد بأن الأخبار في مجملها حقيقة ونشرت في مواقع إخبارية وتبادلها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة ، وأؤكد أن مضمونها مفهوم وفحواها معلوم بالضرورة وهو الانفلات الأمني الرهيب الذي تشهده البلاد هذه الأيام ، غير أن اللافت في الأمر أن كل هذه الأخبار السيئة حدثت متزامنة مع أمور مهمة تعطي لها تفسير آخر وتساعدنا على فهم معناها وتحديد الجهة التي تقف وراءها .

     أخبار الموت والقتل والقنابل والتفجيرات والاقتحامات تزامنت مع  عيد الثورة السبتمبرية اليمنية والذي يصادف اليوم الخميس 26/9 ربما ليقول الفاعل أن الثورات لا تغيّر من الواقع شيئاً ولا تزيد الأمور إلا سوءاً ، وجاءت بعض هذه الأحداث بعد كلمة للرئيس هادي اتهم فيها النظام السابق بإفساد البلاد وخرابها وتصريح أحد رجالات صالح ( أحمد الصوفي ) بأن من يحكم البلاد طراطير !! ما يجعل للوقائع بعداً آخراً يشير إلى المستفيد من فشل هادي في السيطرة على البلد .

   وتزامن هذه المصائب مع أنباء عن زيارة لعلي صالح إلى الحديدة وسيئون يجعل الربط بينهما مبرراً لكل متابع وقارئ للأحداث بتجرّد، أما كون أغلب هذه الفواجع حدثت في شبوة وحضرموت بالذات فلا ينبغي  إغفال موضوع ( الإقليم الشرقي ) والساعين لإفشاله والمتوعّدين بنسف فكرته واستحالة تحققه ولو على جثثهم .

      وفي هذه المعمعة لا ننسى قرب موعد انتهاء جلسات مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء والذي تؤكد كثير من التصريحات والأخبار عن سعي أطراف مختلفة لإفشاله ورفض مخرجاته ولا شك  أن أبرز هذه الأطراف النظام السابق والحوثي وبعض تيارات الحراك في الخارج .

خلاصة القول : أن المستفيد الأول والأخير من كل هذه الجرائم هو من يريد بقاء البلاد تسير إلى المجهول ليتسنى له استكمال رقصته على رؤوس الثعابين ولو كان ثمنها دماء الأبرياء آملاً بعودة إلى كرسي السلطة له أو لأحد أوليائه من ثعابين الشمال أو الجنوب .