بدأ الحراك الجنوبي في يوليو 2007م بدايته الحقيقية من ساحة العروض في خورمكسر عدن، واليوم وبعد مرور ست سنوات ونيف تحتل القضية الجنوبية مكانة سياسية مرموقة ليس على الصعيد المحلي فحسب وانما على الصعيد الدولي ايضا.
مثلت السنوات التي مرت من عمر الحراك السلمي ملحمة بطولية رائعة حاولت السلطات مرارا وتكرارا التأثير عليها وجرها إلى العنف إلا أنها فشلت وفي كل مرة يخرج الحراك منتصرا بسلميته وقويا بعدالة قضيته وصلبا امام كل محاولات كسره.
إن كان هناك من تأثير قد أصاب الحراك فهي المكونات التي بدأت تتناسل في داخله منذ سنوات، لقد كان الهدف ربما في محاولة تأطير الحراك وقيادته سياسيا الا ان المكونات كانت فيما بعد سببا في الشقاق والخلاف والتنافس الذي اثر بدوره على الفكرة الثورية وأضر بها كثيرا.
كل هذا الرصيد الذي راكمه الحراك على الرغم من الأخطاء هنا او هناك هو الذي أوصل القضية الجنوبية الى هذه المكانة الدولية المرموقة اذ اصبحت تناقش في المحافل الدولية في اعتراف دولي وإقليمي صريح بان ما يحدث في الجنوب ثورة شعبية ترتكز على قضية سياسية عادلة اصبح العالم مهتما بها ومسؤولا عن حلها.
وعلى الرغم من رفض قطاع واسع في الحراك للحوار الوطني الا أن الحوار الوطني الذي بدأ في 18 مارس 2013م ساهم بدوره في التعزيز من قوة القضية الجنوبية وأهميتها وحضورها على المسرح السياسي من خلال فريق الحراك الجنوبي المشارك في الحوار وعلى الرغم من محاولات الالتفاف على القضية الجنوبية الا أنها بأهميتها تمثل حجر الزاوية بالنسبة للحوار إذ لا يمكن للحوار ان يمضي من دونها ولا يمكن لشكل الدولة أن يحدد قبل الانتهاء من حل القضية الجنوبية التي لم تنجز حلولها حتى الان.
الخميس الفائت أعلن مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار (مؤتمر شعب الجنوب) تعليق مشاركته في الحوار الذي يعقد حاليا جلساته الختامية على الرغم من عدم انتهاء عدد من فرقه من انجاز ملفاتها ويهدف هذا التعليق الى دفع قيادة الدولة والحوار إلى الالتزام بالنقاط المتفق عليها والمتعلقة بحل الجزء الحقوقي من القضية الجنوبية، تلك الحلول التي كان يفترض انجازها قبل بدء الحوار الوطني، كما طالب الحراك بنقل الحوار في لجنة ال16 من صنعاء لعدم توفر الأمن، ويواجه الحراك الجنوبي في الحوار الوطني تحديات كبيرة تحاول استمالته او تفريخ مكونات بديلة لضمان تمثيل جنوبي.
وبالتأسيس على بدء فأن التحديات التي تواجه الحراك الجنوبي برمته من داخله ومن خارجه يفترض أن تدفع إلى تقييم المواقف والمراحل لا حرقها للوقوف بشكل صحيح يرتقي إلى مستوى ما وصلت إليه القضية الجنوبية بعيدا عن الأهواء الذاتية والنزوات الشخصية التي تعطل احيانا المسارات وتعيق التحولات التاريخية في مسيرة أية قضية وشعب دون ان يشعر اصحابها.