فرصة للسلفيين في دماج
2013/11/02
الساعة 03:31 صباحاً
اتصلت اليوم مع الأخ سرور الوادعي الناطق باسم أهالي دماج، سألته لماذا لا نجد صور ولا فيديوهات تعبّر عما يحصل فيها من قتل وتنكيل وتصوير الجرحى والمناطق المدمرة؟
ققال لي: يا أخي أنتم لا تعرفون ما الذي يحصل، زخات الرصاص تنطلق من كل مكان، والنت مقطوع، والمنطقة محاصرة لا نستطيع التحرك.
قلت له الصورة مهمة، وعليكم أن تدركوا أن معركة الصورة هي المهمة، حتى لو أراد المتمردون الحوثيون التعتيم الإعلامي عليكم، وقلب الحقائق.
سيدرك السلفيون معنى الصورة والفيديو في تحريك المشاعر معهم وفي مساندة الرأي العام لهم حينما تتحدث الصورة، وسيكون هذا أيضاً باباً جديداً لتغيير كثير من الأفكار التي اعتمد عليها السلفيون وكانت مسلمات لديهم طيلة العقود الماضية ومنها تحريم الصور وعدم التعامل السياسي مع الأحداث من حولهم، وعدم عقد تحالفات مع القوى الوطنية باعتبارها صمام أمان لبقائهم أحياء وأيضاً لاستمرار مشروعهم إن كانوا فعلاً أصحاب مشروع.
سيدرك الحوثي أنه أخطأ خطأً كبيراً، ذلك أنه سيؤلب عليه الكثير من المناطق والقبائل والأسر التي درس أبنائها وتعلموا في دماج وهم ليسوا بالعدد القليل، وسيستعدي الكثير ممن لهم علاقة بدماج.
• ستكون أيضاً فرصة مهمة للقبائل وللمشردين والنازحين وأصحاب الثارات مع الحوثي حتى يردوا الاعتبار لهم بعد أن شردهم الحوثي وهم ما يقارب ثلاثمائة ألف مواطن في صعدة.
• وستكون أيضاً فرصة لتسليح السلفيين بمختلف الأسلحة حتى يشكلوا حالة توازن مع الحوثي المتمرد الذي بات يقصف المواطنين بالكاتيوشا وبالدبابات وهي قمة من الوقاحة التي وصلوا إليها وهو تذكير بأجدادهم الهادويين الذين شردوا وقتلوا اليمنيين عبر أكثر من ألف عام منذ مجيء الإمام الهادي الذي غرس هذا النبتة التي لا زلنا نراها تنبت من أمثال الحوثيين.
• ستكون أيضاً مرحلة مهمة لإدراج جماعة الحوثي ضمن جماعات العنف المسلح والإرهاب باعتبارهم يحملون السلاح الثقيل ويواجهون الدولة والمواطنين وكذلك باعتبارهم يستخدمون العنف والقوة خارج إطار الدولة، وهي فرصة لمحاسبتهم عن أعمال القتل والتصفيات والاعتداء على المواطنين وهذا حق للدولة وحدها فقط وليس من حق أي جماعة مهما كانت.
• وستكون أيضاً فرصة للسلفيين لمراجعة حساباتهم مع السعودية التي باعتهم للحوثي بعد أن اتفقت معهم خلال الفترة الماضية، وكذلك لإدراكهم أن السعودية وإن أعطتهم الأموال وزعمت أنها تقف معهم فإن عليهم أن يدركوا أن يتجهوا نحو القوى الوطنية ونحو الداخل فهو الضامن الوحيد لبقائهم.
• وهي فرصة للسلفيين من أتباع مدرسة دماج إعادة النظر في علاقاتهم مع الآخرين، فلا الصدام وحده ولا التقوقع نحو ذواتهم وحده من سينقذهم وينقذ مشروعهم بغض النظر مع اختلافنا حوله، إلا أن عليهم أن يدركوا جيداً أن من الضرورة بمكان قيامهم بتحالفات مع القوى الوطنية الحية في المجتمع اليمني وكذلك فتح قنوات سياسية مع القوى المهمة في الداخل حتى يكون لهم صمام أمان من مثل ما يقوم به الحوثي في هذه المرحلة.
ن.ي