النقد البناء الهادئ، والهادف الى إصلاح الخلل في النشاط العام او في السلوك المرتبط بحياة الناس ومصالحهم العامة اكانت سياسية او اجتماعية او ثقافية ....نقدا مطلوبا وهو في زمننا الحاضر اكثر الحاحا فقد باتت عملية خلط الاوراق في واقعنا ليس مهنة (المفاليس) وحدهم ولكن لمن هب ودب بفضل الانفلات العام الذي مس حياة كل مواطن بلا استثناء ، لان البلد لا تحكمها دولة كما هو متعارف عليه ولكن تحكمها مراكز قوى ..والمواطن في حال كهذا هو الضحية ان لم يجد من يدافع عنه .. وفي واقع كهذا يكون النقد البناء مطلوبا بشدة.. واعتقد ان على الإصلاحيين ان يرحبوا بكل نقدا مسئولا مهما تعارض مع بعض مواقفهم ، وبصدور رحبة كرحابة الوطن اليمني كله مادام يستهدف اصلاح الاخطاء وتقييم الاعوجاج في الحياة العامة – وخاصة منها السياسية والحزبية وما اليهما – وكلما كان النقد تقييميا كان اقرب الى القبول وان كابر البعض .
لكن حينما يكون النقد (باطنه الرحمة وظاهره العذاب) بسبب ثقافة الناقد التي تمنحه ارسال رسائله الخاصة تحت مظلة (ما يشبه النصيحة) فهذا لا يرقى الى مستوى النقد المسئول والمطلوب.
أقول هذا لما قرأته للزميل العزيز احمد الشلفي من رسالة موجهة الى إصلاحيي محافظة تعز نشرت في عمود بالطابق الأعلى من صحيفة (المصدر) التي وضعته في هذا الموضع العالي ربما لاحتفائها بالمادة وهذا شأنهم.. لكنني لا ارى رسالته بريئة بل اراها تدعو الإصلاحيين الى الا ستكانة والرضوخ للأمر الواقع على علاته على طريقة (اذا لطمك خصمك على خدك الايمن فأدر له الايسر).. وهل ما اصابنا في مقتل الا تمجيد الافراد وصنع الزعامات الزائفة وعدم قولنا للاعور اعور الى عينة كما يقال!!
محافظ تعز شوقي هائل ليس فوق مستوى النقد ولا حتى المطالبة بتغييره لما يحدث في تعز الحالمة من الآم لم يذوقوها حتى في زمن المخلوع وحصلت في عهد شوقي.
ان ثقافة (صناعة الرموز) ورفعها فوق مستوى النقد لهي ثقافة بائدةوقاتلة جاءت ثورات الربيع العربي لاجتثاثها ، وعيب في حق ثورة الشباب السلمية اليمنية ان ارتضت بإعادة أحياء هذا الوهم.
ايها الزميل الشلفي كلنا اليوم على المحك..أفرادا وأحزابا وجماعات ، وكلنا ايضا نحتاج لمن يقوم مساراتنا العامة في ظل هذا الواقع الذي يموج بالتداعيات والازمات والآلام.. ولكنه التقويم الذي يطفيء نيران الفتن وليس الذي يزيدها اشتعالا..التقويم الذي يحمل في احشائه منطقا مهنيا امينا يخلو من الرسائل السلبية ويضع النقاط على الحروف بلا مواربة وسيكون جزء من الحل لا المشكلة.
ايها الزميل العزيز: بالتأكيد ليست معركة الاصطلاحيين في تعز او غيرها مع اشخاص ولاجماعات ولا حتى احزاب ، ولكن معركة كل وطني شريف يحب الوطن بصدق معركتهم مع سلوكيات وافعال خاطئة بل ومدمرة للوطن..ومن وضع نفسه في هذا الموضع فلا يتوقع من الإصلاحيين او غيرهم من الغيورين على وطنهم السكوت عن افعاله المضرة بالوطن واهله ،بل وتجب محاربته بكل الوسائل المتاحة لمن يغار على هذا الوطن المنكوب ببعض ابنائه..اناهنا لا ادافع عن إصلاحيي تعز فهم اقدر اليمنيين على الكلام والفعل معا ، لكنني حاولت تصويب ما أراه خاطئا وذلك (مجرد رأي ارجو ان لايفسد للود قضية) .
كم انتم رائعون تذكرون في زمن النسيان تؤثرون في زمن الانانية تحبون في زمن الكراهية تعطون في زمن الحرمان