هذيان البخيتي في معركة دماج

2013/11/04 الساعة 02:34 صباحاً

يقول الولد علي البخيتي – قدس الله هذيانه – أن لديه مبادرة لحل مشكلة دماج: خارطة طريق مكونة من عشر نقاط..!!
ذلك أمر حسن جدا.
لكن، بمجرد أن تقرأ المقدمة تجد هذيانا وقحا، يمنعك من استساغة بقية التفاصيل الأخرى، التي تضمنتها الخارطة العشرية (التي في الواقع، لا تختلف كثيرا عن خارطة طريق اللجنة الرئاسية المقدمة سابقا وأخل بها الحوثي مؤخرا..!!)
ومن الهذيان الذي جاء في مقدمتها، على سبيل المثال:

أ‌-1- أنه "يجب على الجميع أن يستوعب الحقيقة التي تقول أن محافظة صعدة بكاملها اضافة الى اجزاء مُهمة من محافظة عمران والجوف وغيرهما تقع عملياً تحت نفوذ " أنصار الله" الحوثيين - من الناحية العسكرية والأمنية..."..الخ

حري بكم، أيها العامة - وجوبا لا خيارا - أن تضعوا خطوطا حمراء فاقعة على كلمة "الجميع" الواردة أعلاه، في المقدمة التي يفترض أنها كشفت ما سيتوجب علينا (جميعا) التعامل معها كـ"حقيقة" إلهية جبرية خالدة (يُعتقد أن تكون تمكينا "إلهيا" لأبنائه الساميين، في طريق الأحقية بالولاية)..، وليس التعامل مع ذلك كمجرد "استثناءاَ" جبريا شاذا (لا يُعتقد أن الله يتعامل بالاستثناءات اللا منطقية مع من سلمهم ولاية الأمة)

بالنسبة لناطق سلالة نبي البشرية جمعا، فأن ما تقدم به آنفا، كان عبارة عن حقيقة تمهيدية، أراد منها الوصول إلى ما يجب أن يكون حقيقة أخرى (نتيجة) يجب أن تكون معلومة بالضرورة مفادها:

أ‌-2- "ومعنى ذلك أنه لا دخل للحجوري أو لقاطني معهد دماج بمسألة سيطرة الحوثيين على تلك المناطق, وليسوا المعنيين بمواجهة الحوثي,..." الخ

ولاحقا، وللتعزيز، يستدعي البخيتي (بكونه ناطقا بإسم العرق السامي) الاختلال الهمجي المتعارض مع ما يجب أن يقتصر فقط على سلطات الدولة، والخارج عن إطار مبادئ المواطنة المتساوية. وذلك عبر توعية السلفيين بـ:

أ‌-3- "يجب على السلفيين أن يعوا أنه لا يوجد معهد علمي في العالم تحيط به المتارس ويتم تحصينه على اعتبار انه قاعدة عسكرية, وبالتالي فعليهم الاختيار بين ان يكون معهد علم يديره مُدرسون وبين ان يكون "قاعدة عسكرية للجهاد" يديرها مقاتلون من كل بقاع الأرض".

ومع أن مثل ماسبق يعد توجيها مفعما بالمدنية، إلا أنه من السهولة النظر إليه بإعتباره "إنفصاما" واضحا، ووقحا، مع حقيقة أن مليشيات الحوثي لا يمكنها أن تعيش – أو تستمر في البقاء - بعيدا عن السلاح، المتارس، التحصينات، والدشم..الخ، أو تدريبات حزب الله والحرس الجمهوري الإيراني..!!

ومع اعتذاري لأبناء رسولنا الكريم، أليس عليهم هم أيضا الاختيار بين أن يكونوا جماعة مذهبية سلمية يديرها مدنيون، وبين أن يكونوا "مليشيات مسلحة لا تعرف سوى القتل والتدمير" يديرها مقاتلون من كل بقاع الأرض..!!

من يريد أن يقدم مبادرة حل تنهي الحروب الطائفية، أو السياسية، عليه أن يكون حصيفا، حذرا من التجريف في الحقائق، ملتزما بمبادئ العدالة والنزاهة، ودون التفريط بالأسس العامة البسيطة والمركبة التي تقوم عليها سلطات الدولة

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك