الحراك يمضي إلى الامام والدولة إلى الخلف..

2013/11/05 الساعة 04:58 مساءً

اي ثورة كي تنجح وتنتصر بحاجة لفكر متقد لذا اول ما يبدأ المستبد أو المحتل هو بمهاجمة المفكرين وتصفيتهم والتضييق عليهم كي يحاصر الفكرة التي تقود الثورة فهو يستخدم وسائل عديدة في جعل الثورة فارغة من المضمون لذا فإن ثورات الربيع العربي وفي المقدمة ثور الجنوب عانت وما تزال تعاني من غياب الافكار التي تحول الثورات من كونها مجرد حالة احتجاجية وساخطة الى حالة مؤسسية ومتنوعة في اشكالها وادواتها النضالية لضمان استمرارها دون ملل او كلل ولكي تحقق نجاحات إذ بتوالي النجاحات يتصلب عود الثورة ويصبح أكثر قوة.
اليوم وبعد مرور ست سنوات تقريبا من عمر الحراك الجنوبي تجد الناس مشغولين ومهمومين بالبحث عن الفكرة إذ يعتقدون ان الحراك وصل الى مرحلة هو بحاجة معها الى التجديد والتنويع في اشكاله النضالية رغم ان الحراك يكسب يوميا ومع مرور الوقت الكثير من التأييد شعبيا وسياسيا ويخدمه في ذلك الوضع الراهن والعام في البلاد الذي لا ينذر بأية حلول ولامعالجات لقضايا الناس وانما استمرار نفس الاساليب والاسطوانات المشروخة.
من داخل الحالة السلمية يبحث الناس عن الافكار فهم يعتقدون ان استمرار العمل السلمي امر ضروري يحافظ على الثورة ومكتسباتها ومع تنوع الاساليب السلمية المعبرة عن الرفض للواقع المفروض بالقوة تنتقل الثورة من طور الى طور وتحقق مكاسب كبيرة وتضعف من قوة الخصم وتسبب له الارهاق والمتاعب.
الجميل ان الناس يبدون متمسكين بالنضال السلمي بعد مرور كل هذه السنوات ويتطلعون الى نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف والاهداف وهو ما يؤكد ان عزائمهم لم تفتر وانهم ماضون رغم الجراحات الكبيرة والآلام التي نهشت جسد الحراك تارة بفعل القوة المفرطة وتارة بفعل الخلافات الداخلية غير انهم يعتبرون الخلافات الداخلية امرا طبيعيا في ظل ثورة شعبية يتربص بها كثيرون ومع ذلك مصرون على معالجتها والحد منها حفاظا على الثورة ومكاسبها ولتأمين المستقبل.

الحراك يمضي إلى الامام بينما تمضي الدولة اليمنية إلى الخلف هذا هو واقع الحال الذي يراه كثيرون واذ كان في الثورة الشبابية بصيص أمل الا انه يبدو وقد تبدد مع مرور الوقت لتعود الحالة السياسية الى المربع الأول،مربع العكوك السياسي العقيم الذي لا ينذر باصلاحات بقدر ما ينذر بحروب وصراعات.

الحراك يكسب سياسيا وشعبيا ،فالذين كانوا يرون في "فك الارتباط" ورقة ضغط اصبحوا ينضرون اليه اليوم باعتباره خيارا سياسيا، كما لو كان هناك ثمة شيء أو اشياء تدفع الناس دفعا نحو هكذا خيارات فتقل فرص الحلول الاخرى التي يناقشها الحوار الآن في اوساط الناس وتفقتد مع الوقت لأية قاعدة شعبية.