الذين يستخدمون السلاح لحماية أخطائهم أو للضغط السياسي المجرّد من كل القيم والأخلاق ، فهم جاهلون طالما هو عتادهم الفكري والاجتماعي ، بل سيضلّون عاجزين عن إقامة نظام أو حكم عادل ، أو بناء مجتمع فاضل بكل ما تعنيه الدولة المدنية الحديثة ، فهم مثل الآلات والآليات التي تستخدم في الهدم وليس العكس.
وفي ظل هذه المرحلة التي زاد فيها التسيب والانفلات الأمني اعتلت ظاهرة ما يسمى بالتسلق السياسي ودكتاتورية الفكر العقائدي ومرض التفوق المشبوه وهمجية التصرف الممل من حملة السلاح ، اضافة الى المتربعين في السلطة والمتنفذين من العلماء والمشايخ و زعماء القبائل الذين يرون أنفسهم واثقين من تصرفاتهم التي تصل إلى حد التهور والوقوع في الأخطاء وتكرارها .
كما أن لديهم ثقافة عقيمة لا تعترف بذاتها ولا تقبل الاعتراف بغيرها، تغلب عليهم الوحشية والتي تجعلهم بعيدين عن الايمان والهدوء والعاطفة ، مع ان بعضهم من حملة الشهادات وأهل العلم ، لكنهم خرجوا عن دائرة الانتاج والمشاركة ودخلوا في دائرة الاستهلاك والغرور والأنانية التي هي داء خطير على المجتمع ، كما أن بين التفاؤل والاندفاع خط رفيع ، فكيف يكون مستقبل جيل عندما يرى ويعايش مرحلة هؤلاء الذين يمارسون كل أفعالهم بالغش والخداع والكذب ومظاهر السلاح والاغتيالات وترويج وبيع المخدرات والمظاهر الغير أخلاقية وارتكاب الجرائم ، فكيف وهذا يُزرع في نفسية هذا الجيل وتقوى لديه الحاسة الخلقية لهذه الافعال ويكون مقلد لها .
أليس هذا محرّم على زعامة مجتمع تتجاهل كل هذا العبث المقصود ، مع أنهم يعلمون أن أخطر الأمور في الحياة هو أن تداس كرامة الإنسان أو تطمس هويته أو يتجاهل في كل حقوقه ،والشعب الحضرمي يخوض معركة بل أكثر أمام هذا المنعطف الخطير الذي حل محل الفكر الشيوعي البغيض .
فيجب علينا أن نجتهد في كسب معركة الأفكار وتنوير العقول التي تبني ولا تهدم ، وعلينا أيضا أن ننتصر على الخرافة والتحيز والوهم ، وان نمتلك الأفكار البناءة العظيمة التي تساعد على توظيف كل ما لدينا في خط مستقيم وإيجابي نحو قضايا وأهداف شعب حضرمي أصيل منتظر مستقبلاً زاهراً متعايش مع جيرانه .
ونحن نقول سوف نظل فيما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية ، ويجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة ، و نجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا