يراودني احساس بخيار الانقراض الى الابد ، ذلك النوع من الاحساس الناتج عن التفكير العميق بتفاصيل مستقبل مجهول يطارد شاباً في مقتبل العقد الثالث من عمره دون ان يفكر ولو لمرة او يوماً في سماع روحه من خلال انفاس روحه البشرية الاخرى على طريقة عيال ماما – وبابا - أولاد الـــ .......
كشاب يحمل نفسه ويذهب كل صباح يوم جديد في الاسبوع لزيارة كلية جامعته القديمة ليس حرصاً منه على ان يأخذ معلومة مفيدة ولكن ......
لكن هنا اداة استدراك تفيد القول بإيجاز : لربما ان السماء قد أوكلت الي وحدي ايضاً الكتابة عن حزن الحياة وأوجاع ملحقاتها ولا مجال هنا للحديث عن الابتسامة او التفاؤل .
بهذه اللغة الجافة والناشفة من كل مساحيق المغالطات اتحدث عن واقع اقراءه الان في عينيك ، نفسك الذي كنتين سببا لسعادتي خلال الساعات الاولى من نهار الامس ، بحديث عيناك نفسها التي لامستها اطراف كفك الايسر مكفكفة بعض قطرات الدمع التي فجعت عليك منها .
فجعتني حقاً حادثة انحنائك صوب الارض على استحياء وانا ابصرك تلملمين كل انوثتك على طرف اصبع كفك الايسر ثم تقومين بتمشيط مقلتيك الغارقة في الحياء والارباك .
فجعت خوفاً من اسباب نزول الدمع التي احاول تفسيرها وافشل في كل اجتهاداتي مع الاسف ،وانتهى في الغالب بتحويل مثل هكذا حالة شعورية نادرة ومرهفة الى كابوس وهمي لأسباب ربما قد اخطئ في حسابها تماماً .
كأن أسال نفسي في الحال وهل ابصرت الدمع على مقلتيك حقاً ؟ ثم اجيب ب لا ..
ابدل السؤال .. ماذا لو كان النعاس – او الغبار - هو السبب .. أجيب مباشرة ..
طيب ولما الارتباك والخجل فجميعنا ننام ونستيقظ ونسمع ونرى وتصادم اعيننا الغبار والرياح والهواء ايضاً .
ألامر هنا بحاجة الى اعادة النضر .. قبل ان يختلط الابيض بالأسود والصباح بالمساء ويذهب الحزن الساكن فيني للتمرغ وسط تراب قلبي الكبير الصغير يجب علي ان ابحث عن اجابة مقنعة تشبه قناعتي الغيبية بحماقة عيناي عندما تتجلى في محراب شمس مقلتيك الآفلة .
خيال آخر قادني الى العمق من المجهول ، دفاتر وكتب صغيرنا وحقيبته المدرسية الرمادية ، لا ادري لماذا رمادية بالضبط .. كما لا ادري لماذا امارس الحماقة حتى في خيالاتي وأشتغل بالتفاصيل الصغيرة .
هل يدرك المجهول ما كنا نحلم ونتخيل ونسمع ونرى ونشعر حينها يا ترى ؟
يا الهي واما بعد كل هذه الرعشات والجنون فجنة عرضها جدار القلب وطولها هواء الروح .
نعم سيدرك المجهول ما كنا نغني ونشعر ونقول ، سيدرك الشمس والقمر والسماء والارض والمريخ ان محراب مقلتيها لا تكفي للصلاة .