الفيدرالية لا يمكن الحديث عنها كخيار في ظل عدم استقرار الحلول الأخرى كتجارب كان مصيرها الفشل لذا التوجه السياسي العقلاني أتخذ منها قراراً محسوماً من خلال اللاعبين الأساسيين في القيادة وربما هو القرار الصائب بعد القناعة بعدم جدوى المصالحة الوطنية والشراكة السياسية الفعلية في بلد معطيات الواقع فيها اختلافات وانقسامات لتوجهات مختلفة حزبية ومذهبية وطائفية ومناطقية لتكون النتيجة صراعات لا منتهية واقتتال دائم بصورة فعل وردة فعل على شعارات مجوفة وخصومات صورية لا تبرز بملامحها الحقيقية قبل ارتدائها الشرعية من منظور رافعيها ولكن كل هذا لا يقود إلى انقسامات حسب التصنيفات المذهبية أو الطائفية أو المناطقية بمسميات الشطرين وإنما أقاليم فيدرالية تحكم نفسها بالكيفية التي تتلاءم مع توجهاتها الدينية والفكرية والثقافية بدلاً من أن تُستغل العقليات في محاربة الآخر والتناحر معه تتحول إلى عقليات مُنتجة ومفكرة تنموياً لإقليمها وهذا ما سيحد من الأيدولوجيات المتصارعة على مفاهيم سلبية لا تنتصر سوى لهدم القيم الإنسانية والأخلاقية .
من جانب آخر هي حل لقضية الجنوب التي حسب رأيي الشخصي بأنها إلى الآن لم تجد من يُمثلها برؤية واضحة لأن الحاصل هو إشاعة ثقافة العِداء والكراهية ليتحول إلى قنبلة موقتة لا تخدم القضية بقدر ما يجعل منها بؤرة للأزمات والمشاكل لذا إن كان قرار الفيدرالية محسوماً كسياسة عقلانية يبقى الجدل المحتدم في الوسط الشعبي الذي إلى الآن لم يستطع التفريق بين مصطلحات هذا الإطار السياسي لشكل الدولة المترقبة فتظل المواطنة المتساوية هي المطلب الشرعي في الوقت الذي يصبح حق تقرير المصير أداة يُسيرها بعض الطامعين بالعودة على حساب الوحدة فوضع بلادنا لم يعد يحتمل المغامرات القائمة على النزوات والمطامع الشخصية قد تكون الفيدرالية ليست العصى السحرية التي ستنقل اليمن من حافة الهاوية إلى وسطية الاستقرار ولكن سيكون بمقدورها انتشال الوطن من فوضى الأمزجة السياسية التي خلفت الإرهاب والتدمير.
لماذا كل هذا البؤس يكسو ملامح الحبر ؟!
لماذا كل هذ الوجع يغلو جبين الكلمة ؟!
لماذا كل هذا الحزن يعتصر نبض القصيدة ؟!
لماذا يا وطني نستلهم الخوف حين تخذلنا الحقيقة؟!