"هبة " وماذا بعد ؟

2013/12/17 الساعة 04:30 مساءً

تعيش الساحة الجنوبية فترة ركود كبيرة وتحتاج إلى شي يحرك المياه الراكدة بعد أن فشلت قيادات الحراك في إيجاد إي وسائل تصعيدية جديدة وبعد أن مل المواطن في الجنوب من وسائل التصعيد القديمة المتمثلة في العصيان والمليونيات ..

 

جاءت وبدون سابق إنذار " هبة حضرموت " التي دعت إليها القبائل على خلفية اغتيال الشيخ بن حبريش والتي تفاعلت معها قبائل حضرموت بشكل كبير ورائع وبتنسيق جيد حتى الآن حيث أثبتت القبيلة في حضرموت أنها ما تزال متماسكة وتستطيع خلط الأوراق ولعب دور مهم وبارز في المرحلة "الملخبطة " حالياً

 

الهبة بكل تأكيد ستحرك المياه الراكدة وسترسل رسائل مختلفة ولجهات عديدة ، وبما أن الهبة هذه المرة بدت جادة وحقيقية وليس مجرد شعارات تفاعلت معها القوى التقليدية في صنعاء مثل ما تفاعلت مع الحراك الجنوبي عند انطلاقة ، لذلك حاولت وستحاول تحيير هذه الهبة لصالحها ومن خلال أدواتها الموجودة في الجنوب لتحقيق أهداف عجزت أن تحققها من خلال الحوار اليمني

 

باختصار هذه القوى ستحاول أن تُثبت المشروع الذي تقدمت به إلى لجنة حوار 8 8 والتي تتبنى تقسيم الجنوب " الإقليم الشرقي "  بشكل صريح وواضح وستحاول تأييد الهبة لتحقيق هذا الهدف وأهداف أخرى تحققها في المستقبل ، وما تأييد باتيس وغيره من الإصلاحيين  الهبة إلا خير دليل على هذا

 

كتبت مراراً وأكثر من مقال ومنشور بضرورة الاستعداد للمرحلة المقبلة واقصد هذه المرحلة ومرحلة ما بعد الحوار وطالبنا قيادات الحراك أن يستعدوا لكل طارئ وان يعدوا الخطط لمواجهة مخرجات الحوار ومخططات صنعاء وضغط المجتمع الدولي ، لكن هذه القيادات متسمرة في غيها وفشلها وعجزها الدائم في تقديم الجديد ، الشقاق لا يزال قائم والنفاق كذلك ولم نرى أي جديد أو نسمع عن خطة تم إعدادها لمواجهة القادم

 

الآن وفي ظل هبة شعبية وعجز قيادات الحراك برز تخوف عند الكثير من أبناء الجنوب حتى الطبقة المثقفة والمتعلمة ومن كثير من النشطاء وتبدءا هذه التخوفات بالسؤال هبة وماذا بعد ؟ وما هي الاستعدادات لهذه الهبة وكيف يمكن أن نستثمرها لصالح الجنوب وليس العكس ، وكيف نمنع حدوث ثغرات تستغلها القوى في صنعاء لتحيير هذه الهبة لصالحها ، وكيف تأتي هبة جنوبية بدون استعدادات كافية

 

أن بروز هذه الاستفسارات يجعل الجميع متخوف خصوصاً أن قوى صنعاء تجيد اللعب في مثل هذه المواقف وتدفع بأدواتها في الجنوب بحكم المال والإعلام والنفوذ العسكري في مناطق الجنوب المتعددة

 

من وجهة نظري أن تبقى الهبة الشعبية سلمية وان يتم البحث عن وسائل للتصعيد السلمي الشامل المختلف تماماً عن التصعيد الذي تم عمله خلال السنوات الماضية ، لذلك الهبة " الشعبية " ستكون لها فوائد عديدة في الوقت الحالي أن تم السيطرة عليها وإغلاق كل ثغرات الاختراق ، لأنها تأتي في وقت حاسم وحساس جداً ومرحلة صعبة ولأنها سترسل إلى صنعاء رسائل مهمة ستحاول صنعاء اختراقها والعبث بها من خلال نشر الخوف والرعب في الجنوب وتغذية الانفلات الأمني وبروز ظاهرة التقطعات ولإرهاب  وغيرها حتى ترسل رسائل للعالم أن الجنوب تحول إلى فوضى ولابد من إعادته إلى أحضان الجيش اليمني وقبائل صنعاء كي تتحكم به مجدداً

 

أخيرا نأمل لأخوانا في حضرموت التوفيق في هبتهم السلمية الحضارية التي نثق أنها ستصنع تاريخاً جديداً لحضرموت خاصة والجنوب عامة ، والتي تعيد لحضرموت مكانتها التي تستحقها بعد أن حُرمت منها كثيراً ، وعلى باقي المحافظات الجنوبية أن يهبوا لمساندة حضرموت ومساندة أنفسهم قبل ذلك في هبة سلمية حضارية وان يمنعوا الاختراقات وكلاً يقوم بدورة وان يجعلوا الجنوب أولا