وعظة للواعِظين
مشكلة بعضنا نحن ( الإسلاميين والإسلاميات ) أننا لا نُفَرِّق بين الدّين " المُقَدَّس " وبين أشخاصنا وذواتنا " البشريَّة " واجتهاداتنا القابلة للصواب والخطأ.
ولهذا نريد من الآخرين أن يتعاملوا معنا بتقديسٍ وعِصْمة ، وكأننا " الله " تعالى ، أو " رسوله " عليه الصلاة والسلام ، فنعتقد أنَّ ما نراه هو الحق المبين ، يجب أن يتقبّله الناس شريعةً ودين ، وما نقوله وحيٌ معصومٌ لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفِه ، ومَن رفضَه أو اختلف معنا فيه ، فقد أنكر ثوابت الدِّين وقطعياته ، ومن ثَمَّ فهو محاربٌ لله ولرسوله ، ونخشى عليه الرِّدَّة والكفر ، وعلى أحسن الأحوال ، نخشى عليه النفاق وسوء الخاتمة ، ونُحَشِّدَ لذلك نصوص القرآن والحديث ، ولا نبالي بِتَعَسُّف تأويلها ، ولا بِلَيِّ أعناقها.
ـ يا منتسبي الجماعات والجمعيات والحركات الإسلامية
ـ يا طلاب وعلماء ومشايخ وزعامات وآيات وحُجَج الحوزات والأربطة والمعاهد والمراكز والجامعات الدينية.
ـ يا أعضاء مؤسسات " هيئة " و" جمعية " و" رابطة و" منتدى " علماء اليمن وأنصارها.
يا كل أولئك وأمثالهم ـ وأنا في مقدمتكم ـ اعلموا أننا لسنا " الله " ولا " رسول الله " ولا " أبناء الله وأحباؤه " ولا " أوصياؤه " ، فلا تصدِّقوا أن " لحومنا مسمومة " ولا تتوهَّموا أننا " الموقِّعون عن رَبِّ العالمين " ، إنما نحن بشرٌ ممن خلق الله ، مُجتهدون ، نُصيبُ ونُخطئ ، وكلامنا وآراؤنا واجتهاداتنا قابلة للنقاش والحوار والرفض والقبول.
اتقوا الله ولا تُبَغِّضوا اللهَ لعباده ، ولا تكونوا فتنة للذين عصَوا وكفروا ، فأنتم " دعاةٌ لا قُضاة " و" مُيَسِّرون لا مُعَسِّرون " و" مُبَشِّرون لا مُنَفِّرون " و" هداةٌ لا مُهَدِّدون " و" رحمة لا جلَّادون "!!
حافظوا على التوبة والاستغفار في اليوم أكثر من 100 مرة ، واحذروا غرور وعُجْبَ الهيئات والملابس والألقاب ، وفَتِّشوا في نواياكم وسرائركم ، واحرصوا على مطابقة القول للعمل ، وتحَرَّوا الحلال في المأكل والمَشرب والملبس والمسكن ، قبل أن تُسَعَّر بأحدنا جهنم { .. إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. } أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.