في? ?ذكرى استشهاد? "?سالمين?"?

2013/06/23 الساعة 01:05 صباحاً


?> ?تمر علينا بعد? ?يومين الذكرى? "?35?" ?لاستشهاد الرئىس القائد سالم ربيّع علي? "?سالمين?" ?البطل الكبير صاحب أكبر شعبية في? ?البلاد والذي? ?عرفه الناس بتواضعه الشديد إلى درجة الذوبان وسط شعبه،? ?وهو الرئىس الذي? ?قال عنه أحد القادة الفلسطينيين أنه الرجل الذي? ?يعرف كل شبر في? ?أرضه،? ?فلا? ?يكاد هناك تربة أو جبل إلا وزارها أثناء وقبل رئاسته للشطر الجنوبي?.?
كنت الأسبوع الماضي? ?في? ?أحد فنادق العاصمة،? ?ووجدت هناك الكثير من نزلاء الفندق ممن عرفوا? "?سالمين?": ?أناس بسطاء،? ?جاؤوا لمتابعة قضايا عمل خاصة،? ?ومن بينهم شخص? ?يدعى? "?جلال محمد جامع?" ?يعمل في? ?الرئاسة?: ?
قال?: ?لن تصدق قصتي? ?مع المناضل الزعيم? "?سالمين?": ?لقد كان عمري? ?آنذاك? "?14?" ?عاماً،? ?أعيش مع والدي? ?العاجز عن الحركة ووالدتي? ?وأخوتي? ?الصغار?! ?ولما اشتد حاجة الأسرة،? ?قررت الخروج من المدرسة والالتحاق بأي? ?عمل? ?يدر على الأسرة دخلاً? ?شهرياً? ?لمواجهة الظروف?!!?
هكذا قررت ولكن كيف استطيع الالتحاق بالعمل وأنا بهذا العمر؟?! ?ومن ذا الذي? ?سيتجرأ على تشغيلي? ?فالسائد آنذاك أن طفلاً? ?بعمري? ?ينبغي? ?أن? ?يكون بالمدرسة ولا? ?يخرج منها?!! ?
وفي? ?أحد الأيام،? ?وبينما كنت ماراً? ?قرب أحواض السفن عدن إذا بي? ?أرى سيارة صغيرة وخلفها سيارة بها مجموعة من الجنود? "?حراسة?" ?اقتربت من المكان فعرفت أن? "?سالمين?" ?هو من كان فيها?!!?
اقترتب من سيارته الصغيرة،? ?حتى لحظة خروجه متجهاً? ?إليها،? ?وأقسم لكم أنني? "?طلعت?" ?فوق مقدمة سيارته،? ?وأنا اصرخ أريد عملاً? ?يا سالمين?!! ?وفي? ?هذا اللحظة كان هناك طفل آخر? ?يقترب مني? ?ويردد مثلي?: ?هو الآخر?: ?أريد عملاً? ?يا سالمين،? ?اقترب منا الرئىس وبدأ? ?يسألنا عن الأسباب التي? ?دفعتنا لطلب العمل،? ?ولماذا لا نواصل الدراسة،? ?فشرحنا له الأسباب،? ?لكنه لم? ?يقتنع بحديث كل منا،? ?وقال?:?

هل أسركم على علم بالموضوع؟?!?
اجنباه?: ?نعم
قال?: ?إذن فليأت أبواكم إلى عندي? ?في? ?الرئاسة? ?غداً?: ?الساعة? ?8? ?صباحاً?.?
قلت له?: ?والدي? "?مكسر?" ?لا? ?يستطيع?!?
قال?: ?فلتأت والدتك?.?
وطلب من الشاب الآخر أن? ?يحضر والده كذلك في? ?نفس الموعد?.?
في? ?اليوم التالي? ?وفي? ?نفس الوقت الذي? ?حدده،? ?وهو الساعة? ?8? ?صباحاً،? ?كنت أنا ووالدتي? ?والشاب ووالده عند بوابة الرئاسة،? ?وبعد? ?5? ?دقائق فقط،? ?جاء أحد الضباط وبيده ورقة صغيرة تحمل اسمينا،? ?وطلب منا مرافقته إلى مكتب بدار الرئاسة?.?
دخلنا معاً? ?وإذا نحن أمام? "?سالمين?": ?وبدأ? ?يسأل والدتي? ?عن ظروف الأسرة،? ?ويسأل والد الشاب الآخر نفس الأسئلة?: ?ولما رأى أنه? ?يستحيل علينا الاقتناع بمواصلة الدراسة?: ?استدعى أحد الضباط ووجهه أن? ?يرتب لي? ?عملاً? ?بدار الرئاسة وللشاب الآخر في? ?أحواض السفن?.?
بعد أن سرد حكايته والشاب مع سالمين?: ?رأيت الدمع وقد ملأ عينيه وهو? ?يردد?: ?
من أين لنا? "?سالمين?" ?آخر؟?! ?لقد كان ملتصقاً? ?بشعبه،? ?مدركاً? ?لآلامه،? ?مراعياً? ?لآماله،? ?وله حكايات مع البسطاء،? ?لا تكاد تصدق?!!?
هكذا قال? "?جلال محمد جامع?" ?الرجل الذي? ?يستعد لوداع الحياة العملية،? ?مستذكراً? ?بداية وكيفية التحاقه بالعمل،? ?معيداً? ?فضل ذلك للرئيس? "?سالمين?"?،? ?ومؤكداً? ?أنه بواسطة ذلك اللقاء القديم أمكن لأسرته العيش بكرامة وشرف،? ?معتمداً? ?عليه،? ?وتمكن هو من الوقوف بقوة أمام متطلبات الحياة وظروفها?.?

وقبل أن أودعه سألته?: ?ألم تلتق بـ"سالمين?" ?مرة أخرى؟?!?
قال?: ?التقيته بعد مرور سنوات على اللقاء الأول?: ?حيث رأيناه فجأة بينننا في? ?استراحة? ?غداء،? ?ورأى معي? ?آنية فيها? ?غداء جلبته من البيت?: ?فتقدم إليّ? ?وسألني? ?عن سبب احضارها من البيت ولم اجرؤ على الإجابة،? ?فعرف مباشرة أن الغداء الذي? ?يقدم لنا لا? ?يكفي،? ?والتفت إلى أحد الضباط وقال?: ?ضاعفوا لهم كمية الغداء،? ?ومن اليوم الثاني? ?تم تنفيذ توجيهه?.?
ثم سألته عن زميله الشاب الصغير الذي? ?وقف أمام سيارة سالمين مطالباً? ?بالعمل?: ?فقال أنه رآه مرة واحدة فقط بعد اغتيال? "?سالمين?" ?واختتم حديثه قائلاً?:?
لا تنسى أن تكتب أن? "?سالمين?" ?لما رأى أننا استمتنا بمطالبته بتوفير عمل لنا،? ?ووسط صراخنا وبكائنا قال لنا وهو? ?يبتسم?:?

من فين طلعتوا لي? ?يا عيال؟?!?
رحم الله? "?سالمين?" ?وكم هو بحاجة اليوم إلى جنازة رمزية رسمية? ?يوجه بإقامتها فخامة الرئىس عبدربه منصور هادي? ?الذي? ?عمل مع سالمين وعرف كثيراً? ?من صفاته النضالية والإنسانية العظيمة،? ?كإعادة اعتبار لأحد رموز وعظماء اليمن?!?