هادي والحوثيون والسلفيون ومرايا الإعلام الخبيث

2014/01/18 الساعة 07:04 مساءً

 تمر اليمن - حالياً – بمنعطف تاريخي عصيب وخطير للغاية , حيث تشهد كثيراً من الاحتقانات والاضطرابات وأعمال الفوضى والتخريب وزعزعة الأمن والاستقرار وغيرها من مظاهر العنف والفوضى والقتل والتي يغلب عليها الطابع السياسي , وهناك كثير من الأعمال التخريبية التي استهدفت وما تزال تستهدف البنية التحتية للمشاريع التنموية والخدماتية المرتبطة بحياة المواطنين , ناهيك عن الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والسكينة العامة للناس , وغيرها من الاعتداءات الوحشية التي تطال رجال الأمن والقوات المسلحة والمواطنين الأبرياء .

 كل تلك الأعمال التخريبية والعدوانية والوحشية المتعمدة تدل بما لا يدع مجالاً للشك أنها منظمة وممنهجة , وتدار في مطابخ سياسية لقوى حاقدة على نجاح مسيرة التغيير والتحديث وإعادة بناء وتطوير الدولة المدنية الحديثة على أسس متينة وسليمة والتي يقودها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رمز عملية التغيير السلمي للسلطة وباني النهضة الحديثة لليمن الجديد الذي يتسع للجميع . . تلك الأعمال الرخيصة والمرفوضة على كافة المستويات محلياً وخارجياً هدفت إلى محاولات عرقلة عملية الانتقال السلمي للسلطة وإجهاض النتائج الإيجابية العظيمة المتوخاة من تنفيذ ما جاء في بنود المبادرة الخليجية , وإفشال مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي أجمعت عليه القوى السياسية وجميع المكونات وشرائح المجتمع اليمني ظناً من تلك القوى أنها ستعيد اليمن إلى عهود الظلم والطغيان ومراحل الصراعات الدموية والتصفيات السياسية والحكم الفردي . . عهود الجهل والتخلف والانفراد بالسلطة من أجل الفيد والسلب والاستئثار بثروات ومقدرات الوطن والشعب لصالح فئات معينة على أساس التقاسم القبلي والجهوي والمناطقي على حساب السواد الأعظم للناس بمختلف انتماءاته ومكوناته وقواع الحية وأحزابه وتنظيماته السياسية وشرائحه الاجتماعية والمدنية .

 والحقيقة التي لا يختلف حولها أثنان إن المؤامرات التي تحيق بالوطن وقيادته السياسية الحكيمة كبيرة وخطيرة إلا أن تلك المؤامرات والدسائس تحطمت أمام صمود شعبنا اليمني تحت راية الرئيس القائد هادي الذي قاد البلد إلى شاطئ الأمان متحديًاً كل العراقيل والصعاب التي حاولت قوى الشر والعدوان والتخريب أن تجهض بها تلك النجاحات والأدوار البطولية التي تحققت للشعب اليمني وآخرها نجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, ولتلك القوى التآمرية نقول : هيهات .. هيهات أن تنالوا مبتغاكم مهما حاولتم وضع العراقيل ونسجتم خيوط المؤامرات لنسف ما تحقق من إنجازات رائعة ومكاسب عظيمة لعملية التغيير والبناء والتحديث لأن القطار فاتكم ولن تستطيعوا إعادة عجلة التطوير والبناء إلى الوراء .. ونقول لكم: إن النصر لآت قريب شئتم أم أبيتم فالشعوب تنتصر والطغاة يهزمون .

 وكلما حقق الرئيس هادي حفظه الله إنجازاً جديداً ومكسباً عظيماً وانتصاراً رائعاً لهذه الأمة ولهذا الوطن برزت على السطح قوى سياسية وعناصر تخريبية وقوى متسيسة شاهرة أجنداتها المعيقة لمسيرة التغيير والبناء والتحديث في عدة محطات إرهابية تتسم بالعنف وإثارة الفوضى والخوف والهلع أحياناً , وفي أحايين أخرى  تقوم برفع السلاح في وجه الأجهزة الحكومية والأمنية وكأنها في سباق مع الزمن أما لإفشال الجلسة الختامية للحوار الوطني أو للابتزاز لتنفيذ أجنداتها خاصة مع تدخل الرئيس هادي وحسمه للجدل الدائر حول شكل الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم وهي المهمة الأصعب التي دارت حولها خلافات وصراعات عديدة , وكان يجب على شركاء العملية السياسية في إطار الحوار أو الداعمين أو المؤيدين والمناصرين له أن يقولوا شيئا في حده الأدنى لدعم جهود الرئيس هادي ومساعدته في مواجهة التحديات التي تطل علينا من جميع الجهات لكن مع الأسف لاحظنا هروب البعض إلى الخارج فجأة تحت حجج صحية واهية أو أن هناك صراع حزبي داخلي حيث نلاحظ أيضاً مع الأسف تأجيج واستثمار الحرب الطائفية في دماج بين الحوثيين والسلفيين , بالرغم من نجاح جهود اللجنة الرئاسية التي أبرمت اتفاقاً لوقف إطلاق النار وسحب المسلحين من جبهتي طرفي النزاع وتسليم وحدات الجيش مواقع التوتر في دماج .

 حيث أفردت العديد من الصحف الخاصة المرتبطة ببؤر الابتزاز على صفحاتها مقالات وأخبار مسربة تستهدف الرئيس هادي ونجله , وتحملاهما مسؤولية تهجير السلفيين واتهامهما بعدم مهاجمة الحوثيين الذين اكتسحوا مناطق كثيرة وهامة في الجوف وعمران وحجة , حملات إعلامية  وصحفية ممنهجة ورخيصة هدفها تشويه وشل حركة الرئيس هادي وتتويه الرأي العام عن إنجازاته لإجباره على الرضوخ والإذعان لمطالبهم الابتزازية القديمة والجديدة وهناك جماعات في الخارج التي ممن حملوا على أكتافهم التاريخ الدموي الأسود حاولت هي الأخرى عرقلة جهود الرئيس هادي من خلال لعب أدوار مشبوهة وزعت بدقة في الداخل والخارج لمحاولة النيل من الوطن ووحدته أرضاً وشعباً , كما لا ننسى أن هناك قوى إقليمية تتولى الرعاية الدائمة في صرف الإعاشات الشهرية لعناصرها في محاولة لإحيائها بعد أن ماتت منذ عام 1967م (يوم الاستقلال الوطني) المجيد في الشطر الجنوبي سابقاً .

 كل ذلك يجري في تناغم متزامن مع كل تلك الأطراف والقوى والعناصر السياسية التي أنيط بها التأثير على الظاهرة الوطنية العملاقة                   ( الرئيس هادي ) والأبطال في مؤتمر الحوار الوطني ... تلك الأطراف والقوى السياسية والعناصر المشبوهة جميعهم شركاء مع العنف المنظم والإرهاب القاعدي , وحتى مع الذين يتظاهرون في العلن بانهم يحاربون الإرهاب والعنف وهم من يصنعونه ويدعمونه ويتخذون منه أوراق للابتزاز والكسب السياسي والمادي في نفس الوقت .

 الرئيس هادي قارئ فطن وحكيم للمشهد الراهن في اليمن 00 أمر الحوثيين ليس بالأمر الصعب لكبح جماحه , وأمر الاختلالات الإرهابية والعنف المنظم ليس من الصعب وضع حد  له وحتى الشيخ الزنداني الذي يستخدم الدين لإصدار الفتاوي ضد الدولة والحوار الوطني ومخرجاته هو الآخر يمكن إعادته إلى جادة الصواب عندما سيشاهد قريباً أن مصلحة الشعب اليمني تكمن في نجاح مخرجات الحوار الوطني الشامل , وأعتقد أن الرئيس هادي قد وضع في مستهل أولوياته ضمان نجاح الحوار ومخرجاته وتوحد الصف الوطني والمجتمعي لاحقأً . . تلك الضمانات التي سيتم بواسطتها حسم ومعالجة كافة التحديات والاختلالات وحتى التدخلات في الشأن الوطني. أما في الوقت الحاضر كما يحاول أولئك النفر إتهام الرئيس هادي بأنه لم يحسم هذا الأمر أو ذاك فنراهم يغضون الطرف ويتجاهلون إشكاليات الوضع الراهن لأن كبار القوم كل منهم يغني على ليلاه , وكل منهم مهتم بالفائدة والكسب وغير معنيين بعملية التغيير الجارية في البلاد .

 وبصراحة أقولها أن هناك قيادات سياسية ومن كافة قطاعات الشباب والمرأة والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني ومن كل الوطنيين والشرفاء  في هذا الوطن ملتفون حول الرئيس هادي وداعمون لجهوده الوطنية العظيمة والجبارة في هذه الظروف الاستثنائية والخطيرة التي يمر بها اليمن ,   ولا يختلف اثنان أن هناك قلق وخوف بين أوساط العامة جراء الاختلالات والتصعيد الطائفي ومظاهر العنف والإرهاب التي يتم تأجيجها وتصعيدها عن قصد وبعناية فائقة من قبل قوى داخلية وخارجية , ولكن كل ذلك يهون عندما نرى الأبطال في مؤتمر الحوار الوطني الشامل بقيادة الرئيس هادي يصنعون ملحمة أسطورية ويكتبون تاريخاً جديداً لليمن ليس فيه ظالم أو مظلوم .. يمن قوي ومتين ويمن مستقر وآمن  .. يمن مزدهر ينشر السلام في المعمورة , ولا شك أن العالم سيعلم أجياله تجربة اليمن العظيمة وقائدها ومهندسها الأعظم الرئيس هادي والسلام ختام .