إنطلقنا إلى مطار عدن الدولي في الثاني من يناير 2014م ، كانت وجهتنا اسطنبول تلبيةً لدعوة من الخطوط الجوية التركية لمجموعة من الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام ، قلعت بنا الطائرة في الخامسة إلا ربع صبيحة الخميس ، فكنا نتبادل الحديث متشوقين لرؤية تركيا ، هذا البلد السياحي الجميل الذي طالما رأيناه في المسلسلات التركية، وكم تمنينا زيارته ، فلقد تحقق هذا الحلم عن طريق الخطوط الجوية التركية في عدن ، لمسنا كرم الضيافة منذ إقلاع الطائرة ، بعد وصولنا إلى مطار اسطنبول شعرنا بالأجواء التركية ، بدأنا نتعرف على هذا البلد من خلال مطارها الضخم الذي وجدنا فيه البشر من مختلف الجنسيات في العالم منهم العائدين إلى تركيا ومنهم المغادرين .
رأينا في هذه الزيارة القصيرة التي إستمرت ثلاثة أيام معالم تأريخية في اسطنبول منها قصر ومسجد السلطان أحمد ، والكنيسة ، فرأينا كماً كبير من الزوار لهذه الأماكن التأريخية يتعرفون مثلنا على حضارة هذا البلد والإرث التأريخي العظيم ، الذي نهل من الإسلام مانهل ، هناك مواقع تأريخية كان محظور علينا التصوير فيها مثل ( قصر السلطان أحمد) خاصة المواقع التي تحوي مقتنيات تأريخية إسلامية مثل سيوف للرسول عليه الصلاة والسلام ، والصحابة رضي الله عنهم ،ومجوهرات منذ زمن السلطان .
كانت لنا زيارة لأكبر حوض مائي في اسطنبول يحوي أنواع مختلفة للأسماك من كل أنحاء العالم .
زرنا الأكاديمية التركية ، حيث يتم فيها تدريب الطيارين على قيادة الطائرات ، وإجراء دورات تدريبية للمضيفات .
كان لنا لقاء مع السيد تيميل كوتيل - رئيس مجلس الإدارة في الخطوط الجوية التركية في إسطنبول لنتعرف من خلاله على مستوى أداء الخطوط ، وبعد الترحيب بنا من قبله ، إستمعنا لشرح مفصل لمستوى الأداء في الخطوط ، وعلمنا منه أن لديهم خطة مستقبلية لتطوير الخطوط إلى عام 2032م ،و تعرفنا على نسبة الزيادة المتوقعة لديهم لعدد الركاب لكل عام ،( من خلال هذا اللقاء إكتشفنا أن السبب الرئيس لنجاح هذه الدولة إقتصادياً وفي مجالات مختلفة هو التخطيط الذي نتجاهله نحن في بلدنا ) . علماً بأن الخطوط الجوية التركية كانت 100% حكومية فأصبحت 51% لصالح الدولة بعد خصخصتها في 2006 م .
بعد الشرح المفصل سألته سؤال ما هي العوامل التي أدت إلى تطور الخطوط فأجابني أن الهم الأساسي لهم هو إرضاء الراكب على الخطوط الجوية التركية ،و أن الموظف يعمل بحب وولاء للشركة فهذه من أهم العوامل التي أدت إلى نجاحها ، وإنتشارها على مستوى العالم .
إنتهت رحلتنا القصيرة في اسطنبول في الرابع من يناير 2014م ، فكان لابد لنا أن نغادر اسطنبول، فبدأ الحزن يخيم علينا لإننا سنغادرها ،
( سنغادر الإنضباط والأمن والأمان، سنغادر التطور في الإقتصاد، سنترك البلد النظيفة ، سنغادر البلد الذي فيه الإنسان الهم الأول للدولة والمسؤولين فيها ، سنترك البلد الذي لايشعر فيه الإنسان بأن حقه يُغتصب ، سنترك البلد الذي لا يتصارع فيه أصحاب النفوذ ليأخذوا اللقمة من أفواه المواطنين ، سنترك الشعب الذي ينام ليصحوا لينعم باليوم الجديد الذي أنعم الله عليه به ليعيشه ) . إتجهنا إلى مطار اسطنبول للمغادرة بقينا في ساحة الإنتظار لرجال الأعمال فكانت مريحة جداً كل مايحتاجه المغادر من رجال الأعمال متوفر فيها ، قيل لنا ستصلون عد ن بمشيئة الله في الرابعة وخمس دقائق فجراً ، فوصلنا في هذا التوقيت بالضبط إلى مدينة عدن الحبية .
فشكراً للخطوط الجوية التركية في عدن لتنظميها هذه الزيارة .
وفي الأخير أشكر الأستاذ أحمت تُرسن ( المدير التجاري ) ، وسالي عزيز وكيل المبيعات وحركة المرور في الخطوط الجوية التركية في عدن . لوجودهم معنا في هذه الرحلة السياحية الأكثر من رائعة وتسهيلهم لنا إجراءات السفر وإختيار برنامج الرحلة الموفق ....
الإعلامية / رندا عكبور