الرئيسية - عربي ودولي - ملك المغرب والوزير الأول لجمهورية الكوت يفتتحان المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي بأبيدجان

ملك المغرب والوزير الأول لجمهورية الكوت يفتتحان المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي بأبيدجان

الساعة 01:00 صباحاً

نادية عبدالملك-في اطار جولته الافريقية ترأس جلالة الملك محمد السادس - ملك المملكة المغربية، رفقة الوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار السيد دانيال كابلان دانكان، بالعاصمة أبيدجان، حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، الذي يشكل مناسبة لتعزيز الشراكات القائمة بين البلدين، واستكشاف الفرص الحقيقية للتعاون والارتقاء بالعلاقات الثنائية متعددة الأوجه إلى مستوى أرفع.

وأكد جلالة الملك في الخطاب الذي ألقاه بهذه المناسبة أن تنظيم هذا المنتدى بكوت ديفوار، ولأول مرة خارج المملكة وعلى أرض إفريقية، لم يأت بمحض الصدفة، بل إنه يعكس، قبل كل شيء، جودة العلاقات التي تربط البلدين، كما يعد خير دليل على أهمية الروابط السياسية والاقتصادية التي تجمع المملكة بدول إفريقيا الوسطى والغربية.



واضاف جلالة الملك، أن هذا الاختيار يشكل اعترافا بأهمية ومكانة الاقتصاد الإيفواري، ودليلا على الثقة في آفاقه المستقبلية. ذلك أن هناك العديد من المؤهلات التي جعلت هذا البلد يحتضن إحدى القواعد الصناعية الأكثر نشاطا بالمنطقة، وأحد الأقطاب التجارية الأكثر حيوية بها.

وقال صاحب الجلالة "واليوم، حيث صارت الاضطرابات السياسية من الماضي، فإن الوحدة الوطنية التي تمت استعادتها، واستتباب السلم والاستقرار، يشكلان ، بكل تأكيد، مصدر قوة كوت ديفوار. كما أن الماضي المشرق لبلدكم في المجال الاقتصادي يعد ، بحق ، أحد نقاط القوة التي يتمتع بها في المنطقة".

كما أكد جلالة الملك أن المغرب، على غرار كوت ديفوار، يلتزم التزاما كاملا بانتمائه الطبيعي لإفريقيا الذي ظل يلازمه على امتداد تاريخه." واليوم ، كما الأمس، توجد العلاقات الدبلوماسية في صميم التفاعل القائم بين بلدينا. غير أنه نظرا للتحولات العميقة التي يشهدها العالم فقد أضحى من الضروري ملاءمة ، الآليات التي تنبني عليها هذه العلاقات والأبعاد التي تنطوي عليها، وكذا الموقع الذي تحتله ضمن منظومة العلاقات الدولية، مع المعطيات الجديدة على أرض الواقع".

وأوضح جلالة الملك أن الدبلوماسية كانت في السابق، تعتبر أداة لتعزيز العلاقات السياسية، أما اليوم، فقد أصبح البعد الاقتصادي يحظى بالأولوية، ويشكل إحدى الدعامات التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية، مبرزا جلالته أن التعاون الذي كان يقوم سابقا على روابط الثقة والوشائج التاريخية أصبح اليوم يرتكز، أكثر فأكثر، على النجاعة والمردودية والمصداقية.

وفي كلمة له بالمناسبة، قال الوزير الأول الإيفواري السيد دانيال كابلان دانكان، إن هذا المنتدى يكتسي بعدا كبيرا وأهمية قصوى بالنسبة للتعاون المغربي الإيفواري.

وقال إن "العلاقات الممتازة القائمة بين البلدين، أرسى دعائمها رجلان استثنائيان ، ألا وهما جلالة المغفور له الحسن الثاني والرئيس الراحل فليكس هوفويت بوانيي"، معتبرا أن الصداقة التي تربط البلدين مكنت كذلك من تطوير علاقات متعددة الاشكال والقطاعات.

وكان جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية حل عشية امس الاول بأبيدجان، قادما إليها من مالي، وذلك في زيارة عمل وصداقة لجمهورية الكوت ديفوار.

ولدى وصوله إلى مطار فيليكس هوفويت بوانيي الدولي، وجد الملك في استقباله، الوزير الأول الإيفواري دانيال كابلان دانكان، الذي قال في تصريحات صحفية "تغمرنا فرحة عارمة ونحن نستقبل جلالة الملك من جديد، فقد سبق لجلالته تشريف الكوت ديفوار أيما تشريف بالزيارة التي أجراها لبلدنا في مارس 2013. وما قدومه إلى هنا في إطار الجولة الإفريقية التي يقوم بها جلالته، إلا تشريف آخر للكوت ديفوار"، يورد الوزير الأول الإيفواري.

وأضاف أن "زيارة جلالة الملك حدث بالغ الأهمية بالنسبة لنا"، لاسيما وأنها ستشهد تنظيم منتدى اقتصادي مغربي- إيفواري، إلى جانب التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون التي تأتي لتنضاف إلى تلك الموقعة في مارس الماضي، مردفا بالقول "أعتقد أننا نحيي من جديد الأيام التي أرسى فيها المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس الإيفواري الراحل فيليكس هوفويت بوانيي، أولى لبنات التعاون بين البلدين الشقيقين"، مضيفا أن الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا بصدد "الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى رفيع".

وخلص دانكان إلى أن المشاريع التي سيجري تدشينها أو إطلاقها خلال هذه الزيارة، لاسيما ما يتعلق منها بالسكن الاجتماعي، والتي تنفذها مجموعتا "أليانس" و"الضحى"، ومصنع الإسمنت المنفذ من طرف مجموعة "سيماف"، تشكل خير تجسيد للمنحى التصاعدي التي تشهده العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين.

وحضي موكب الملك باستقبال شعبي حاشد فعند ظهوره تعالت هتافات الحشود الكبيرة من المواطنين والزعماء التقليديين الإفواريين، وكذا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالكوت ديفوار، الذين جاؤوا من جميع أرجاء البلاد للترحيب بمقدمه، مرددين لفظة "أكوابا" (التي تعني "مرحبا"، بلغة باولي)، ومتمنين له مقاما سعيدا بأرض الكوت ديفوار.

كما خصص سكان العاصمة الإيفوارية، الذين غصت بهم جنبات الشوارع التي مر منها الموكب، استقبالا حماسيا حارا واستثنائيا للملك محمد السادس، حاملين الأعلام الوطنية للمغرب والكوت ديفوار، ومشيدين بالصداقة والأخوة المغربية- الإيفوارية.

وفي صباح امس الثلاثاء استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأبيدجان، الوزير مدير ديوان رئيس جمهورية الكوت ديفوار، السيد مارسيل آمون طانوح .. ونقل المسؤول الإيفواري رسالة شفوية إلى جلالة الملك، من فخامة السيد الحسن درامان وتارا.

ويرافق الملك محمد السادس، في محطته الثانية، وفد هام يضم على الخصوص مستشاراه الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة .. كما يضم الوفد، وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عزيز الرباح، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، ووزير الصحة الحسين الوردي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر اعمارة، ووزير السياحة لحسن حداد، وكذا يوسف العمراني مكلف بمهمة بالديوان الملكي، إضافة إلى وفد من المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين يمثلون القطاعين العام والخاص، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.

وكان العاهل المغربي انهى زيارة استمرت ستة ايام الى جمهورية مالي  جدد جلالته في ختامها رغبته "في المساهمة للتوصل الى تسوية" للنزاع في شمال مالي وتداعياته في كل المنطقة، وذلك في ختام زيارة رسمية لهذا البلد استغرقت ستة ايام، بحسب بيان مشترك .. وجدد ايضا التعبير عن انشغال المملكة المستمر بخصوص الحفاظ على الوحدة الترابية لجمهورية مالي واستقرارها وضرورة المساهمة في التوصل الى تسوية وتوافق بين مختلف مكونات الامة المالية في اطار حوار وطني شامل يهدف الى ايجاد تسوية سياسية ونهائية للازمة التي شهدتها البلاد" .. من جهته، شكر الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا العاهل المغربي "على انخراطه البناء في تيسير تسوية سياسية للازمة القائمة في شمال مالي في احترام للوحدة الوطنية والترابية لمالي".