�عقد مجلس الجامعة العربية اجتماع دورته العادية على مستوى وزراء الخارجية غدا «الأحد» برئاسة المغرب، ويتوقع أن يتصدر القرارات تسليم الائتلاف مقعد سوريا بالجامعة وفقا لطلب قدمه رئيسه أحمد عاصي الجربا إلى الأمين العام والذي قام بدوره بتعميمه على جميع الدول..
ويتناول المجلس القضايا والموضوعات السياسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في السودان والصومال وجزر القمر وجزر الإمارات المحتلة والسلاح النووي ومخاطر الانتشار النووي إلى جانب مناقشة تقرير لجنة متابعة قرارات القمة والمجالس الوزارية التي عقدت أمس بمشاركة الترويكا العربية من الجانبين المجلس الوزاري والقمة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أمس، أن المعارضة السورية المسلحة تستعد للزحف من جنوب البلاد باتجاه دمشق، في إطار تحول بارز في استراتيجيتهم. ونقلت عن نشطاء في المعارضة ومقاتلين في الفصائل المسلحة، أن المساعدات تتدفق على جنوب البلاد، ويعمل مستشارون عرب وغربيون حاليا على توحيد العشرات من الجماعات المسلحة المنفصلة تحت هيكل رسمي موحد يمنح السلطة المطلقة للقادة المحليين. ونسبت إلى ناشط في المعارضة قوله "إن نحو 30 ألف مقاتل من المعارضة ينتشرون في الضواحي الشمالية لدمشق وحتى الحدود الجنوبية تم وضعهم تحت قيادة رسمية واحدة".
ونسبت الصحيفة إلى، ليث حوران، وهم الاسم الحركي للناطق الرسمي باسم كتائب اليرموك إحدى الجماعات المسلحة العاملة جنوب سوريا، قوله "يجري الإعداد لشن حملة شرسة ضد النظام الآن، وسيتم فتح الطرق نحو دمشق والمناطق المحاصرة قريبا".
وقالت "الفايننشال" إن قوى أجنبية قدمت دفعة قوية للجماعات المسلحة جنوب سوريا قبل عام، لكنها أبقت تركيزها على المناطق المتاخمة لاسرائيل والأردن وركزت على تقديم الأسلحة لاستخدامها في هجمات محددة. واضافت أن هؤلاء الناشطين يقولون الآن إن جهودا متضافرة تجري حاليا لإنشاء هيكل واعتماد استراتيجية موحدة للجبهة الجنوبية المشكلة حديثا مع شبكة من قوى المعارضة السورية المسلحة التي ستصل من الحدود الأردنية إلى الريف الشمالي للعاصمة دمشق.
من جهة أخرى حذر خبراء من أن الحرب في سوريا قد تستمر 10 سنوات اضافية مع دعم إيران وروسيا لنظام بشار الأسد وسيطرة مجموعات مقاتلين على أرض المعركة. وانتقدوا موقف واشنطن ووصفوه بالملتبس، وتنقصه الرغبة الحقيقية في إنهاء الحرب.
وقال المحلل ديفيد غارتنشتاين-روس "الآن اصبح الأمر واضحا بأن سقوط الأسد لم يعد حتميا كما كان يعتقد الكثير من المحللين قبل عام". وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان "السيناريو الأكثر احتمالا هو الذي تتوقعه الاستخبارات الامريكية حاليا: الحرب سوف تستمر لعشر سنوات اضافية وحتى أكثر من ذلك". ووصف سياسة واشنطن التي امتنعت حتى الآن عن تسليم أسلحة ثقيلة الى المعارضة مع تقديم مساعدات إنسانية، بالملتبسة وتنقصها الرغبة الحقيقية في إنهاء الحرب. وأفاد ان الحرب السورية مأساة كبرى ويرجح ان تكون نهايتها مأساوية ايضا. ومن المرجح ايضا ان تكون الولايات المتحدة غير قادرة على تجنب ذلك حتى إذا اخترنا التدخل بشكل إضافي". من جهته، قال الخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ماثيو ليفيت، إن تدفق المقاتلين الأجانب في النزاع يطرح مخاطر فعلية ايضا في العالم، لأن غالبية المقاتلين سيعودون الى بلدانهم ويشنون هجمات قبل ان يضربوا في أوروبا أو الولايات المتحدة.