�ررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس رفع الحظر على تسليم عشر مروحيات هجومية من طراز أباتشي إلى مصر، رغم إعراب وزارة خارجيتها عن تشككها في اتخاذ السلطات المصرية الخطوات اللازمة لدعم الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون أن وزير الدفاع تشاك هيغل أبلغ نظيره المصري صدقي صبحي بالقرار، قائلا إن مروحيات الأباتشي ستدعم عمليات الجيش المصري لمكافحة ما سماه الإرهاب في شبه جزيرة سيناء, وستساعدها على التصدي لمن وصفهم بالمتطرفين الذين يهددون الأمن الأميركي والمصري والإسرائيلي, حسب قوله.
ويعد هذا القرار تخفيفا لتعليق المساعدات الأميركية إلى مصر الذي فرض بعد أن عزل الجيش الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي.
كما تأتي هذه الخطوة على خلفية قرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن يشهد في الكونغرس بأن مصر وفت بالمعايير الرئيسية التي تسمح للولايات المتحدة بالإفراج عن بعض المساعدات التي جرى تعليقها العام الماضي.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن تلك المعايير تشمل وفاء مصر بالتزاماتها بمقتضى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
لكن كيري أشار في اتصال هاتفي مع نظيره المصري نبيل فهمي إلى أنه ليس بمقدوره حتى الآن أن يشهد بأن مصر تتخذ خطوات لدعم انتقال ديمقراطي.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن كيري جدد التأكيد على أن مصر ما زالت شريكا إستراتيجيا مهما للولايات المتحدة على غرار العقود السابقة.
وقال مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه أنه باستثناء طائرات الأباتشي لا توجد أي مساعدات عسكرية أخرى سيجري الإفراج عنها في الوقت الحالي، ويعني ذلك أن تسليم معدات حربية أخرى مثل مقاتلات إف 16 يبقى معلقا.
الانتقال للديمقراطية
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي إن كيري حث مصر -في اتصاله الهاتفي مع فهمي- على تنفيذ تعهداتها بالانتقال إلى الديمقراطية بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
وأضافت أن كيري دعا مصر أيضا إلى تخفيف القيود على حرية التعبير والاجتماع ووسائل الإعلام.
وعلى مدى عقود ظلت مصر بين أكبر متلقي المعونات العسكرية والاقتصادية الأميركية، وذلك كأحد استحقاقات معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل تحت إشراف أميركي عام 1979.