�دد البيت الأبيض بتصاعد العنف في دولة جنوب السودان، وذلك إثر اتهام الأمم المتحدة متمردي جنوب السودان بقتل مئات من المدنيين على أساس الانتماء القبلي أو العرقي عقب استيلائهم على بلدة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة بشمالي البلاد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني إن التقارير الواردة من جنوب السودان مروعة، وتفيد بأن مقاتلين تابعين لزعيم المتمردين رياك مشار ذبحوا مئات المدنيين الأبرياء الأسبوع الماضي في بانتيو.
وأضاف أن 'الصور والتقارير عن الهجمات تصدم الضمائر وتظهر جثثا مكدسة داخل مسجد، ومرضى قتلوا في مستشفى، وعشرات آخرين أطلقت النار عليهم وقتلوا في الشوارع وفي كنيسة، بسبب انتمائهم الإثني، فيما تبث خطابات الحقد على الإذاعة المحلية'.
وأشار إلى أن القتلى دفنوا في مقابر جماعية، في حين بلغ عدد الأشخاص الذين يلتمسون الحماية بمجمع الأمم المتحدة في بانتيو أكثر من 22 ألفا في غضون أسبوعين.
وفي السودان اتهمت قبيلة المسيرية قوات مشار بقتل عشرات المواطنين السودانيين في بانتيو، وفيما قالت الحكومة السودانية إنها لا تملك حتى الآن معلومات عن أعداد القتلى حملت الجبهة الثورية -وهي تحالف لمتمردين من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق- مسؤولية الحادثة، 'لتورطها في الصراع الجنوبي بجانب الرئيس سلفاكير مارديت'.
وكان المتمردون في دولة جنوب السودان قد نفوا أمس اتهامات الأمم المتحدة لهم بارتكاب تلك المجازر في بانتيو، والتي راح ضحيتها أكثر من مائتي مدني.
انتماءات عرقية
وأكدت الأمم المتحدة أن الضحايا قتلوا في مسجد وكنيسة وبعضهم في مستشفى المدينة ومقر للأمم المتحدة بعد أن طلبت منهم قوات المتمردين الكشف عن انتماءاتهم العرقية وجنسياتهم.
وأوضحت أن المتمردين لدى سيطرتهم على بانتيو قاموا بتفتيش مناطق عدة اتخذها مدنيون من أبناء جنوب السودان والأجانب ملجأ لهم، 'وقتلوا المئات من هؤلاء المدنيين بعد التحقق من انتمائهم القبلي أو جنسيتهم'.
وتعد هذه من أكبر المجازر التي تستهدف المدنيين منذ بدء المعارك التي اندلعت يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي في العاصمة جوبا بين القوات الحكومية والقوات الموالية لمشار قبل أن تمتد إلى باقي البلاد وتتخللها العديد من التجاوزات ضد المدنيين.
في هذه الأثناء، قال مراسل الجزيرة في مدينة بور إن لجانا محلية تعمل على تهدئة خواطر أهل المدينة بعد مقتل 56 شخصا الأسبوع الماضي جراء اشتباكات بين متظاهرين وقوات تابعة للأمم المتحدة، وشكلت الحكومة لجنة مشتركة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتحقيق في المواجهات.
وانفصل جنوب السودان عن السودان في 2011 بموجب استفتاء على تقرير المصير، لكن الدولة الوليدة ما لبثت أن دخلت في صراعات تعود بالأساس -وفق مراقبين- إلى التشكيلة العرقية للجيش الشعبي إبان الحرب الأهلية مع الشمال.