قال مسؤول رفيع في جيش جنوب السودان لبي بي سي إن مفاوضات السلام مع المتمردين يمكن أن تجري في الوقت نفسه الذي تتواصل فيه عملية كبرى بدات الأحد لاسترجاع المدن التي تحتلها قوات المتمردين.
وتقول حكومة جنوب السودان إنها سيطرت على قاعدة للمتمردين في مدينة ناصر وتقاتل لاستعادة السيطرة على مدينة بنتيو الغنية بالنفط شمالي البلادوقال الكولونيل فيليب أغوير بانيانغ المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن ايقاف تحلل وتجزئة البلاد سيمكن الحكومة من التوصل إلى تسوية سياسية.
وكانت القوات الحكومية في جنوب السودان بدأت هجوما جديدا بهدف استعادة السيطرة على بلدة بنتيو، والتي كان المتمردون قد سيطروا عليها الشهر الماضي.
وتبادلت قوات الحكومة والمتمردين السيطرة على مدينة بنتيو عدة مرات منذ بدء النزاع والحرب الاهلية في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أعرب الأسبوع الماضي عن استعداده لعقد محادثات سلام مباشرة مع قائد التمرد نائبه السابق رياك مشاروجاءت تصريحات كير بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى جنوب السودان، حيث دعا إلى نشر المزيد من قوات حفظ السلام فيها.
لكن مشار - خلال مقابلة مع موقع سودان تربيون الإخباري السبت - قلل من احتمالات إجراء محادثات مباشرة مع كير في وقت قريب.
واندلع النزاع بعد أن اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه.
ونفى مشار الاتهامات، لكنه حشد بعد ذلك قوات من المتمردين لقتال حكومة كير.
ولم يحترم الجانبان إلى حد كبير الهدنة التي توصلا إليها في يناير/ كانون الثاني الماضي، في ظل تحذيرات من وزير الخارجية الأمريكي من احتمالية حدوث عمليات إبادة جماعية.
ويأخذ الصراع على السلطة بين كير ومشار، اللذين قاتلا معا خلال الحرب الأهلية في السودان قبل الاستقلال عن الخرطوم، طابعا عرقيا إلى حد بعيد.
وينتمي كير إلى قبيلة الدينكا أكبر جماعة عرقية في جنوب السودان، بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير ثاني أكبر جماعة عرقية.
وتنفي قوات المتمردين اتهامات الأمم المتحدة لها بأنها قتلت مئات الأشخاص على أساس عرقي، بعد سيطرتها على بلدة بنتيو الشهر الماضي، فيما يوصف بواحدة من أسوأ الفظائع التي ارتكبت منذ اندلاع القتال في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان أعمال القتل الجماعي، وهدد بفرض عقوبات على المسؤولين عن استمرار العنف.
ويتورط كلا الجانبين المتصارعين في جنوب السودان في ارتكاب فظائع وجرائم حرب، واشتد القتال بينهما مع إعلان المتمردين عن قرب سيطرتهم على حقول النفط والبلدات الرئيسية شمالي البلاد.
وتنشر الأمم المتحدة قوات حفظ سلام يبلغ قوامها نحو 8500 جندي في جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان عام 2011