الرئيسية - عربي ودولي - بعد التوقيع على 23 اتفاقية بين البلدين: العاهل المغربي يبهر التونسيين بتجواله دون حراسة في شوارع العاصمة الخضراء

بعد التوقيع على 23 اتفاقية بين البلدين: العاهل المغربي يبهر التونسيين بتجواله دون حراسة في شوارع العاصمة الخضراء

الساعة 11:35 مساءً

 نادية عبدالملك: اختتم العاهل المغربي محمد السادس ملك المملكة المغربية زيارته التاريخية الى الجمهورية التونسية، التي بدأها يوم الجمعة الماضي وانتهت أمس الأحد.

وتم خلال الزيارة التوقيع على 23 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين تونس والمغرب في حفل رسمي أشرف عليه الرئيس التونسي المؤقت والملك المغربي محمد السادس بالقصر الرئاسي بقرطاج، وشملت هذه الاتفاقيات عدداً المجالات منها الأمن والشؤون الدينية والصحة والاقتصاد والسياحة والطاقة.



أشاد الرئيس التونسي السيد محمد منصف المرزوقي بالجهود الخيرة والدؤوبة التي يبذلهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،رئيس لجنة القدس، من أجل الحفاظ على هوية المدينة المقدسة وطابعها الحضاري العربي الإسلامي.

وحظيت زيارة الملك محمد السادس لتونس باهتمام واسع لدى الشعب التونسي حيث خصصت الصحف التونسية حيزا اضافيا للزيارة مسلطة الضوء على الخطاب الذي ألقاه جلالته، امام المجلس الوطني التأسيسي، والاتفاقيات التي تم توقيعها بين المغرب وتونس في مختلف المجالات.

واعتبرت الصحف أن زيارة جلالة الملك "تأتي في الوقت المناسب، وهي فرصة لدعم الصلة بين البلدين"، مضيفة "أن أهم ما حملته هذه الزيارة هو توقيع الجانبين على 23 اتفاقية أهمها تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والمخدرات". وأشارت إلى أن 15 وزيرا وعددا من رجال الأعمال رافقوا جلالة الملك في زيارته التي تستمر ثلاثة أيام والتي "يطمح الجانبان في أن تكون مثمرة وتعود نتائجها بالنفع على الشعبين الشقيقين".

وفي ختام الزيارة صدر عن الجانبين المغربي والتونسي بيان صحفي مشترك فيما يلي نصه:"تجسيدا لوشائج الأخوة المغربية التونسية وللعلاقات العريقة والمتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وتلبية لدعوة كريمة من سيادة رئيس الجمهورية التونسية الدكتور محمد المنصف المرزوقي، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، بزيارة رسمية إلى تونس خلال الفترة من 30 ماي إلى 01 يونيو 2014.

وقد كان جلالة الملك مرفوقا ، خلال هذه الزيارة ، بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وفي أجواء سادتها روح الأخوة والتفاهم، أجرى جلالة الملك وسيادة رئيس الجمهورية سلسلة من المباحثات تناولت العلاقات المغربية التونسية وسبل تعزيزها وتطويرها، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول المسائل المغاربية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقد عكست هذه المباحثات تطابق وجهتي نظر البلدين بشأن هذه القضايا. وفي هذا الإطار، أكد القائدان على الأهمية التي يوليانها لمواصلة العمل المشترك للارتقاء بالعلاقات بين البلدين وإعطائها بعدا استراتيجيا على مختلف المستويات، وذلك من خلال تعزيز سنة التشاور بين الطرفين وإرساء شراكات فاعلة ومتكافئة تؤسس لأبعاد استشرافية ومستقبلية، في أفق تحقيق تكامل وانسجام يضمن الاستغلال الأمثل للإمكانيات الاقتصادية بالبلدين.

وأعرب جلالة الملك وسيادة الرئيس عن عميق ارتياحهما للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات المغربية التونسية، وشددا على عزمهما الراسخ للعمل من أجل الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي وإثراء مضامينه وتنويعه، بما يستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين ويحقق التقدم والنماء في البلدين، ويتيح إقامة علاقات متينة ونموذجية تكون رافدا أساسيا لمسار مسلسل الاندماج المغاربي.

وأشاد سيادة الرئيس بما حققه المغرب الشقيق من إنجازات سياسية وتنموية رائدة، بفضل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، جسدتها مسيرة الإصلاح والتحديث، من خلال المقاربات الشاملة والمتدرجة، التي انطلقت منذ عدة سنوات، وآخر مراحلها اعتماد الدستور المغربي الجديد الذي حظي بإجماع الشعب المغربي خلال استفتاء الأول من يوليوز 2011.

كما نوه سيادة رئيس الجمهورية بالإصلاحات العميقة والمهيكلة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس لتعزيز المسار الديمقراطي في المملكة المغربية وتكريس مبادئ وثقافة حقوق الإنسان، وإطلاق أوراش اقتصادية وتنموية كبرى من شأنها أن تحقق التقدم الاقتصادي والاجتماعي للشعب المغربي الشقيق.

وأعرب سيادة رئيس الجمهورية عن تقديره للتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، مؤكدا، سيادته ، اهتمام تونس بهذه التجربة وتطلعها إلى الاستفادة منها في سياق إرساء "هيئة الحرية والكرامة" وتأمين نجاح مسار العدالة الانتقالية في تونس. وتأسيسا على المكانة الخاصة التي ما فتئ يوليها جلالة الملك للعلاقات الأخوية والتاريخية مع تونس الشقيقة، أكد جلالته على استعداد المغرب التام لمساندة تونس في استكمال مسار الانتقال الديمقراطي.

كما أشاد جلالة الملك بالإنجازات الهامة التي حققتها تونس على درب الانتقال الديمقراطي الذي بلغ مرحلته الأخيرة، مثمنا، جلالته، نتائج الحوار الوطني الذي اعتمدته تونس وروح التوافق التي ميزت مسار المصادقة على الدستور التونسي الجديد الذي أرسى أسس دولة العدل والقانون وكرس الهوية الحضارية واستجاب لمتطلبات الانفتاح والحداثة، كما نوه جلالة الملك محمد السادس بانتخاب أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واعتماد القانون الانتخابي، بما يهيئ مناخا ملائما لإجراء الاستحقاقات الانتخابية واستكمال المرحلة الانتقالية.

وأكد القائدان حرصهما على الإعداد الجيد للدورة الثامنة عشرة للجنة الكبرى المشتركة خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، ودعيا إلى اقتراح مبادرات جديدة تثري مضامين التعاون الثنائي وترسي برامج عمل محددة الأهداف والآليات، في ضوء النتائج الهامة التي تمخضت عن زيارة جلالة الملك لتونس، وتأخذ في الاعتبار أولويات المرحلة وحاجيات البلدين وإمكانياتهما، مع الدفع نحو الاستفادة من اتفاقية التبادل التجاري الحر الموقعة في مارس 1999 واتفاقية أغادير الموقعة في 25 فبراير 2004 ، وما تتيحه من فرص حقيقية لإحداث شراكات فاعلة ضمن منطقة التبادل الحر العربية المتوسطية. وثمن القائدان النتائج المنبثقة عن "المنتدى المغربي التونسي لرجال الأعمال" الذي التأم بمناسبة زيارة جلالة الملك لتونس.

وإدراكا للدور الهام والمتنامي الذي يقوم به القطاع الخاص بالبلدين في دعم الجهود المشتركة لتطوير حجم المبادلات التجارية وفرص الاستثمار والشراكة في البلدين، أكد جلالة الملك وسيادة الرئيس أهمية انتظام انعقاد هذا المنتدى بالتناوب بين البلدين ومتابعة تنفيذ توصياته من خلال إرساء مقاربات جديدة لشراكة متكافئة ومتضامنة، إسهاما من هذا القطاع في تحقيق التنمية المنشودة والمنفعة المشتركة للبلدين.

وقبل انقضاء زيارة الملك محمد السادس إلى البلد الشقيق تونس جلالته الأضواء في تونس الخضراء بعدما بدا في صور عبر موقع "فيس بوك" متحررا من البروتوكول متجولا في أحد شوارع العاصمة .. وتناقل رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صباح الاثنين، صورا للملك محمد السادس، يظهر من خلالها مرتديا سروال جينز وقميص بلون أزرق سماوي.

وبدا الملك محمد السادس متحررا من البروتوكول وهو يجوب مشيا على الأقدام في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية. وخطفت الصور التي تم إدراجها على صفحة "فيس بوك" آهات الإعجاب بالملك الذي أبى إلا أن ينهج دأبه في التجول دون قيود وسط ظهراني شعوب البلدان التي يزورها .. وتظهر بعض من الصور أن الملك محمد السادس ظل يبادل المارة التحية والابتسامة، مما جعل تعليقات تتناسل مشيدة بهكذا فعل قوامه تواضع ملك المغرب الذي حل ضيفا على تونس الخضراء .. يذكر أن الملك محمد السادس حل يوم الجمعة الماضي بتونس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن وصنوه الأمير مولاي رشيد في استجابة لدعوة من لدن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، وهي الزيارة التي انقضت مساء أمس الأحد.

وكان ملك المغرب قليل الزيارات الرسمية الى الخارج، ويلاحظ زيارته الرسمية المتكررة الى خارج البلاد خلال السنة الأخيرة .. وقام خلال الثلاثة أشهر الماضية بجولة إفريقية شملت مالي وغينيا كوناكري والغابون لتثبيت النفوذ المغربي في غرب إفريقيا. وتوجد للمغرب استثمارات اقتصادية كبيرة في المنطقة، وكتبت الصحافة المغربية حينئد عزم الرباط مواكبة حضورها الاقتصادي بحضور سياسي.

وعندما نتمعن في الزيارات التي قام بها العاهل المغربي إلى غرب أفريقيا وحاليا لتونس. فإننا نجد إصرارا من جانبه على حسم الأوراق العالقة، من ضمنها تلك المعادلات الخفية بين بعض الدول ومجموعات تحاول زعزعة أمن المنطقة، أيضا دعم وترويج النموذج المغربي سياسيا ودينيا وحقوقيا. سياسة المغرب لا نفهم منها إلا شيئا واحدا. لا يمكن رسم خارطة مصالحية في المنطقة والساحل والصحراء بمعزل عن الرباط. بكلمة أخرى المغرب رقم محوري في أية سياسة دولية ترتسم معالمها من أوكرانيا إلى عمق الصحراء نحو أفريقيا، مرورا بليبيا.