استشهد الثلاثاء أكثر من 70 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي مكثف على قطاع غزة الذي اتسعت فيه رقعة التدمير جراء الاستهداف المتزايد للتجمعات السكنية والمساجد والمرافق العامة, بما فيها مدارس الأمم المتحدة التي استُهدفت واحدة منها اليوم.
وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن جيش الاحتلال كثف اليوم القصف المدفعي على أحياء غزة الشرقية, ووصف القصف بالعشوائي.
وأضاف أن القصف يستهدف المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية من القطاع, مشيرا إلى استهداف طائرات ومدفعية الاحتلال المساجد والمباني الرياضية والعمارات السكنية مما أدى تدمير عدد منها.
وتابع أن القصف المدفعي والصاروخي في اليوم السادس عشر من العدوان رفع أعداد الشهداء إلى 633 وأكثر من 3752 جريح.
وفي أحدث تطورات العدوان, أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن مدرسة تابعة لها في مخيم المغازي (وسط قطاع غزة) تعرضت اليوم لقصف مدفعي إسرائيلي.
وأضافت أن موظفين تابعين لها كانوا داخل المدرسة أثناء تعرضها للقصف. يشار إلى أن آلاف الفلسطينيين لجؤوا إلى مدارس الأونروا في قطاع غزة.
وفي الإطار نفسه, قالت مصادر طبية فلسطينية إن تسع سيدات فلسطينيات وعددا من الأطفال كانوا ضمن عشرات المدنيين الذين استشهدوا اليوم في أحياء مدينة غزة الشرقية ومنها حيا الشجاعية والتفاح, وفي دير البلح ومخيم البريج وسط غزة, وفي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
كما انتشل شهيدان من تحت أنقاض برج الإسراء السكني بغزة الذي قصفته أمس طائرات إسرائيلية, وانتشلت جثامين أخرى من حي الشجاعية الذي شهد أول أمس مجزرة استشهد فيها أكثر من سبعين فلسطينيا.
واحدة من غارات جوية كثيرة استهدفت اليوم مدينة غزة (أسوشيتد برس) |
شهداء ودمار
وقد استشهد مساء اليوم ثلاثة فلسطينيين في قصف مدفعي لمناطق سكنية في غزة ورفح جنوبي القطاع، وفقا لمصادر طبية. وفي وقت سابق اليوم, استشهد ستة بينهم شقيقتان مسنتان في ثلاث غارات جوية على مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع, واستشهد أيضا ثلاثة في رفح والقرارة جنوبي القطاع.
كما استشهدت سيدة حامل وطفلة في غارة جوية على بيت حانون شمالي غزة. وكانت مراسلة الجزيرة في غزة هبة عكيلة قد قالت إنه تم تسجيل استشهاد 12 شخصا في ساعات الصباح الأولى.
ومن الأهداف الأخرى التي قصفها الاحتلال ملعب رياضي، كما شن الاحتلال غارة جوية على منزل زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء السابق في غزة، كما تعرض مكتب الجزيرة في غزة لإطلاق نار دون وقوع إصابات.
وقد دمرت قوات الاحتلال في عمليات القصف ثلاثة مساجد، هي مسجد شهداء الأقصى في شارع الوحدة بمدينة غزة، ومسجد الفاروق في مخيم الشابورة برفح، وأحد المساجد الأثرية في دير البلح.
كما استهدف القصف منازل بينها منزل القيادي السابق في كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- الشهيد أحمد الجعبري الذي اغتيل عام 2012.
وشن الطيران الإسرائيلي اليوم عشرات الغارات بعد ليلة شهدت قصفا جويا ومدفعيا عنيفا, وتحدث الجيش الإسرائيلي عن ضرب أكثر من 100 هدف في القطاع ليلا.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن ما لا يقل عن 19 قارب صيد احترق نتيجة قصف من قبل البحرية الإسرائيلية.
وقالت مراسلة الجزيرة هبة عكيلة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد "سياسة الأرض المحروقة"، حيث إن القصف كان مركزا ومكثفا في المناطق المستهدفة، وذكرت أنه كان أعنف من الأيام الماضية.
أسلحة مدمرة
وبخصوص استخدام إسرائيل الأسلحة المحرّمة دوليا، ذكرت المراسلة أن وزارة الصحة والأطباء الذين يعاينون ضحايا القصف أكدوا أن هذه الأسلحة تترك شظايا كبيرة جدا وتتسبب في إصابات بالغة، مما يؤدي إلى بتر الأطراف.
كما سجلت حالات غثيان وإعياء شديد نتيجة أدخنة كثيفة استخدمها جيش الاحتلال.
وكان مراسل الجزيرة في غزة قد أفاد في وقت سابق بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق قنابل غاز ذات رائحة كريهة على مناطق عدة في المدينة.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن جيش الاحتلال نفى استخدام القنابل الفوسفورية أو غيرها من الأسلحة المحرمة دوليا.
وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين في بيان أن "عدد الذين يبحثون عن مأوى لدى الأونروا تجاوز عتبة المائة ألف".
الجزيرة نت