ناقش فنانون مشاركون في مسرح أعيادنا غير اليوم بصنعاء قضية الإهمال الحكومي والرفض المجتمعي للفن والفنانين في اليمن.
وطالب المشاركون في المهرجان بنسخته الثانية عشر، طالبوا الدولة بتشجيع الفنانين اليمنيين ودعمهم، مضيفين بأن الفن كعمل سيكون له عوائده على المجتمع وعلى الدولة سواءً في الجانب المعنوي أو في الجانب المادي.
وقالت الفنانة أحلام علي إن العادات والتقاليد في اليمن حرمت الكثير ممن لديهم المواهب الفنية من مواصلة مشوارهم الفني، موضحة بأن الفن يقدم رسالة مهمة للمجتمعات وبالطريقة الصحيحة.
بدورها تحدثت الفنانة إيمان مناوس عن تجربتها مع عائلتها في مشاورها الفني وما واجهته من رفض وعدم تشجيع لها إلا أنها قابلت كل هذا بالإصرار على المواصلة وإقناعهم بأن الفن مهنة محترمة وعلى المجتمع أن يحترمها.
من جانبه انتقد الفنان سليمان داؤود عادات المجتمع اليمني التي ترفض خروج المرأة ووجها مكشوف كما أنتقد الآباء الذين يمنعون بناتهم من العمل في الحقل الفني.
وأضاف: يظل الإنسان لديه الطموح لمواصلة إبداعاته ومشاريعه مهما كان حجم الظروف التي تقف أمامه وأكبر شاهد على ذلك أن فرقة النوادر الفنية أقامت المهرجان رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها.
وعلى السياق قال الفنان نادر المذحجي إن الفن يعالج مختلف القضايا التي تشهدها الساحة، ويقدم لها حلولاً كما يقدم لها شكلاً تقريباً لما قد تبدو عليه أي قضية في حال تم اهمالها، مضيفاً إن هذا هو الفن الحقيقي الذي تحاول فرقة النوادر أن تقدمه من خلال مختلف الفنون الفنية التي تنظمها.
وأشار في سياق حديثه إلى العراقيل التي تعترضهم وقال: مع محاولاتنا المستمرة لتنظيم أعمال فنية دون أي دعم حكومي إلا أننا نواجه عراقيل مختلفة من الجهات الحكومية ذاتها التي من واجبها رعاية ودعم المبدعين الشباب والقضايا التي ترتبط بشكل عام مع هموم المواطن.
وأضاف: مثلاً في كل موسم يجب أن نناضل ونحارب ونلجأ للوساطات والمفاوضات والاتصالات من أجل أن نحصل على هذا المسرح الذي نقف عليه الآن ونقابلكم، لنقدم لكم متعة العيد ممزوجة بالفائدة برسائل توعية ومناقشات لقضايانا المجتمعية الملحة، وبعد جهد كبير للغاية نتمكن من الحصول عليه بشروط تعجيزية ودون أن نلقى اهتمام بالغ.
وأكد أنه لا يقصد أن يسيء للمسئولين ولكنه فقط يذكر نموذج لصعوبات يعاني منها الفنانين تعيق عملهم إلا أنهم يتمكنوا من تجاوزها لأنهم يدركون تماماً أنهم يعملوا من أجمل المجتمع ومن أجل اليمن ومن أجلهم والعاملين في المهرجان الذي يحتضنهم ليبعدهم عن الفراغ الذي قد يقودهم إلى أمور لا أحد يرغب بها.
وقال: إننا وبكل أمل وثقة بقيادة أمانة العاصمة ووزارة الثقافة وصندوق رعاية النشء والشباب، نتمنى أن يتم الاهتمام -ولو قليلاً- بالفنانين والفرق الفنية، وإننا نصلي كثيراً أن نبتعد عن قضاء الأمور بالواسطة والشليلة ونقترب من الاهتمام بالمبدع كمبدع وليس لأي أمر آخر، هذا إذا كنا فعلاً نهتم بمستقبل اليمن ومستقبل الفن في اليمن.
ويقام المهرجان يومياً في مسرح أعيادنا غير الكائن في حديقة السبعين بصنعاء بفترتي الصباح والمساء، ويحوي عدد من الفقرات الغنائية والترفيهية ومسابقات الأطفال والسحب على العديد من الجوائز الخاصة بالجمهور، ويأتي بتشجيع من أمانة العاصمة وقيادة المجلس المحلي وبرعاية شركة سبأفون للهاتف النقال وعدد من الشركات التجارية.
جدير بالذكر إنه خلال اليوم الرابع أقامت الشركة البريطانية "كينوود" للأدوات المنزلية مسابقة للطبخ عبر مطبخ كينوود المتنقل شاركت فيها عدد من ربات البيوت المتواجدات في قاعة المهرجان، وحصلت صاحبة أفضل وجبة على جائزة تشجيعية.